الخميس، 6 يوليو 2017

أربع عشرة قصيدة
للفنان السويسريّ/ الألمانيّ: بول كِلي
ترجمة: محمد عيد إبراهيم


آخر  الأشياء
بمركزِ القلبِ
الصلواتُ وحدَها
خُطىً تنحَسرُ.

قصيدة (1906)
ماءٌ
أمواجٌ على الماءِ
قاربٌ على الأمواجِ
على طرفِ القاربِ، امرأةٌ
على المرأةِ، رجلٌ.  


قصيدة (1914)
أقفُ بكاملِ شَكّتي
ولستُ هنا
أقفُ بالأعماقِ
أقفُ بعيداً...
أقفُ بعيداً للغايةِ...
أتوهّج مع الموتَى.

القطة
ــــــ جزءٌ من القطّة:
أُذنها،
تتغذّى بملءِ الملاعقِ

من الصوتِ، رِجلُها
تقومُ بجولةٍ، هي
الجولةُ،

عيناها، تشتعلان
في عنابرِ مستشفىً، تشتعلان
عبر كلّ سميكٍ

وكلّ نحيل.
وجهُها
الذي يحظُر على الجميعِ العودةَ:

بديعٌ
مُزهرٌ
لكنهُ مُعادٍ بأسلحةٍ،

ولا شيءَ
تفعلهُ بنا، في
النهايةِ.

لمحة
لمحتهُ في غرفةٍ.
خطرٌ كبير.
ولا مَهرب.

لكن هنالكَ: نافذةٌ: مفتوحة: جَهّز
نفسَك ــــــــ فإني سأطيرُ
بكلّ حريةٍ

مع أنها تمطرُ.
رذاذٌ.
تمطرُ، رذاذٌ.
تمطر
تمطر
تمطر...
تمطر... .

نجمتي
نجمتي
تبزغُ، عميقاً
تحتَ قدمَيّ

أينَ يذهبُ ثعلَبي
في الشتاءِ؟
أينَ تنامُ أفعاي؟

يتكلّم الذئب
يتكلّم الذئب، وهو يمضُغُ
إنساناً، يخاطبُ نفسَه
عندَ الكلابِ:

دلّوني، أينَ، إذن، هو ــــــ
دلّوني، أين؟ إذن، ربّهُ؟
أينَ ربّه، بعدئذٍ...

ها هنا قد تراهُ
في الغبارِ تحتَ قدميكَ، ربّ
الكلابِ.

سترونَ وتعرفونَ
أنه واحدٌ، ذاكَ الذي
مزّقتهُ، ليسَ رباً قطّ!

فأينَ، إذن،ربّهُ؟


كمّثرى إلى قِطّي بيمبو
يعلمُ السيد ما يريدُ.
ويعرف لمن.

لديهِ نقيصةٌ واحدة: لا تُدخّن.
مع أنهُ يخمش علبةَ "الكَمانِ" القطيفةَ،
تلك التي تؤذي كثيراً أُذنَ بيمبو.

السعيد
السعيدُ، أهبلُ
تقريباً، كلّ شيءٍ
يزدهرُ، حاملاً ثَمراً
إليه. يقفُ على
قطعةِ أرضهِ الصغيرة،
بيدهِ اليمنى
إبريقُ رَشٍّ،
والأخرى تشيرُ
إلى نفسهِ،
إلى سُرّةِ هذا العالمِ.

نَضِرةً ومُزدَهرة،
الأماليدُ مُثقَلَةُ
بثمارٍ
تميلُ، فوقَهُ، عليهِ.


كلامٌ عبثيّ
1
في الصيدِ الوفير، عزاءٌ كبير.

2
حتى هذا العامُ،
الخِزي يطوفُ بي.

3
أظنّ النجاحَ
ينقذُني.

4
ألها عينان موحِيتان،
أم تمشي في منامها؟

5
يداي، تنثنيان
أحياناً؛
بينما هناكَ، تحتهما،بطني
تهضمُ، كُليتاي
ترشَحان عصائرَهما الشفافةَ...

6
أن أعشقَ الموسيقى
أكثرَ مما عَداها،
تلكَ هي التعاسةُ. 

7
اثنتا عشرةَ سمكة،
اثنتا عشرةَ جريمة.

ألفٌ وباء
ألفٌ وباء يتجادلان من زمنٍ، عبرَ زجاجةِ
نبيذٍ، حولَ وِجهتَي نظرٍ
متعاكستَين كلياً. لكن حينَ اقتربا
من هذه المرحلةِ، حيثُ لعبَ الشرابُ بقلبيهما

مضى كلّ منهمافي كلامٍ ملتهبٍ
حتى وجدَ باءُ نفسَه منسحباً فجأةً
إلى رأي ألف، وألفُ، إلى رأي باء. فالتمعَ وجهاهما
بما وصلا إليهِ، والتقت يداهما بمصافحةٍ مرتبكة.


قصيدة (1913)
الويلُ أنا
يثقلُني
كلّ ساعةٍ
ويعودُ

وحدَها
بالمركزِ
الدودةُ
تجوسُ

إلى أسفلَ، عميقاً.

حلم (1914)
أجدُ
بيتي: على عروشهِ
قد راحَ
معَ النبيذِ.

وانحَرفَ
النهرُ
سالباً
بهجتي العاريةَ.

نقْشُ ضريحي
قد انمَحَى.
صارَ أبيضَ
في أبيضَ.


حلم (1906)
رحتُ أطيرُ
عائداً،
إلى البدايةِ.
شَرعَت مفاصلي
ترتعدُ، تقرقعُ، مِن
ثَمّ، رائحةٌ
أو مذاق،
توتّري
ينحَلّ كلياً،
يتذاوبُ،
كمُكَعّبِ سُكّر
في ماءٍ ــــــ

تخلّلهُ قلبي
أيضاً، وكانَ على الدوامِ
بحجمٍ كبيرٍ، هو الآنَ
يتورّمُ، مُضَخّماً
منتَفِخاً. لا أثرَ
على قلقٍ؛
قد طفا
نحوَ إقليمٍ، تضيعُ
بهِ اللذةُ، للأبدِ.

لو جاءَ
وفدٌ الآنَ،
محتفلاً
منحنياً
أمامَ الفنانِ
ـــــ مُشيداً بأعمالهِ
في عِرفانٍ ـــــ
لما أدهَشني
إلا قليلاً، فأنا
لا أزالُ
في البدايةِ
وقد رأيتُ
ربّتي ـــــ سيدتي
الخبرةَ
وهو يعني
ضمنَ ما يعني:
أنني ولودٌ!
..........................
(*) اللوحات، للفنان بول كلي نفسه


هناك تعليق واحد: