الخميس، 10 يوليو 2014

غاستون باشلار : أقوال، سيرة، شهادة : سعيد بوخليط

بقلم : سعيــد بوخليــط (المغرب)


1 ـ أقـوال باشلارية :

ـ "باستمرار، المنتصرون من يكتبون التاريخ. حينما، يتواجه اثنان، سيندثر، دائما تاريخ المنهزم".

ـ "يجب، أن يصير المجتمع في خدمة المدرسة، وليس المدرسة رهن إشارة المجتمع".

ـ "إن من يعثر دون بحث، هو من بحث لفترة طويلة، لكنه لم يكتشف شيئا يذكر".
ـ "كل معرفة، بمثابة جواب عن قضية".

ـ"الإنسان كإنسان، لا يمكنه أن يحيا أفقيا، هكذا في غالب الأحيان، تعتبر استراحته، ونومه سقوطا".

ـ "ينساب الحلم خَطيّا، ينسى طريقه وهو يجري. في حين، يشتغل حلم اليقظة مثل نجم، بحيث يعود إلى منطلقه، كي يرسل أشعة جديدة".

ـ "الملاحظة العلمية، سجالية دائما ".

ـ "ما من شك، في أن الجنة تبقى مكتبة ضخمة".

ـ "اللغة، في مواقع قيادة الخيال".

ـ "لا ينبغي، أن نمنح لأنفسنا الحق، كي نتكلم عن معرفة لا يمكننا تبليغها".

ـ"الإنسان، خلق للرغبة وليس الحاجة".

ـ "يتحتم، على الخيال أن يفرط في خياله، كي يمتلك مايكفي من الفكر".

ـ "حينما نحلم أمام شعلة، فما ندركه، لا يمثل شيئا قياسا، لما نتخيله".

ـ "مع الفكر العلمي، وعندما تتوسط الذات الموضوع، فهي تأخذ دائما شكل مشروع".

ـ"بقدر ما تتأمل الذات موضوعها، ستتوفر على أكبر الحظوظ كي تلم به".

ـ "تنتمي المشاريع والهواجس إلى الأنيموس، إنهما تعبيران على أنك لست حاضرا، في ذاتك. وإلى الأنيما، ينتسب حلم اليقظة".

ـ "في عمق الطبيعة، ينبعث نبات دامس. ومع ليل المادة ، تزهر ورود سوداء".

ـ "عندما يتوقف المرء عن التعلّم، فهو حينئذ غير جدير، بأن يعلّم"

ـ "لا يمكن دراسة الصورة إلا بالصورة، ونحن نحلم بالصور مثلما تلتئم في حلم اليقظة".

ـ "إذا ابتغى شخصان التآلف، فيحتاجان أولا إلى التعارض، لأن الحقيقة بنت للجدال، وليس التوافق".

ـ "مع كل المبررات، لا يمكن للنفس الانفصال عن الزمان، إنها مثل كل سعداء العالم يتملكها الشيء الذي تمتلكه".

ـ "أن تتخَّيل، معناه الارتقاء بواقع سياق".

ـ "الحياة، وربما الحقيقة إجمالا، هما اقتحام تدريجي للحرية".

ـ "الخمر، يشفي القلوب من أحزانها، لذلك يلقبه الحكماء، بمفتاح قفل الأحزان. أعشق، هذا السائل بلونه الأرجواني. إنه،يجعلك تفصح ".

ـ "الموت، قبل كل شيء صورة، وسيظل صورة".

ـ "الفهم، هو ذاته فعل صيرورة الفكر".

ـ "الحياة، ربما دائرية".

ـ إن استعدادا، لا يمكنه أن يبقى كذلك، إلا إذا اجتهد في تجاوز ذاته، وغدا صيرورة".

ـ "هيا، نبحث عن الصور في أثر من حلموا طويلا أمام المادة وأضفوا عليها قيمة : لنتوجه إلى الخيميائيين".

ـ "في إطار معركة الإنسان مع العالم، ليس العالم من يبدأ".

ـ "القصيدة، عنقود من الصور".

ـ العلاقة، تلهم الكائن".

ـ "لاشيء يتأتّى من ذاته، ولا شيء يُمنح هكذا، بل كل شيء يُبنى"

2 ـ سيرة غاستون باشلار :

غاستون باشلار (1884-1964)
ولد غاستون لوي باشلار يوم 27 يونيو 1884، في بلدة صغيرة تسمى "بارـ سورـ أوب" Bar-Sur-Aube بمنطقة شامبانيا. ينحدر من عائلة، تمارس صناعة الأحذية. قضى طفولته وشبابه، وسط الحقول والجداول، مما سيوجه تفكيره العام. كما أن وسطه الشعبي سينمي لديه ما سماه "مارسيل فوازان" في دراسته عن باشلار ب "العبقرية الشعبية" التي تمكن من المحافظة على العلاقة المتوازنة والعنيفة مع الأشياء والأرض. درس بثانوية مدينته، وعن سن الثامنة عشر، أصبح معيدا بمدرسة "سيزان "، ثم في العشرين ولج قطاع البريد والتلغراف. وتابع دراسته إلى جانب عمله، حيث حصل عام 1912 على الإجازة في العلوم الرياضية، من هنا ابتدأت مغامراته الكبيرة على حد تعبير مارسيل فوازان. بعد إنهاء خدمته العسكرية، كجندي خيّال في جهاز الإبراق ب « pont-à-mousson »، انتقل بين سنوات (1907-1913) إلى مركز بمكتب المحطة الشرقية بباريس، وبفضل حصوله على منحة، تمكن، بين 1913 و 1914 من متابعة دروس في الرياضيات الخاصة بمؤسسة" سان لويس"، قصد التحضير لمباراة مهندس في التلغراف.

الحرب والانضمام إلى الوحدات المقاتلة، جعلت باشلار يعيش طيلة 38 شهرا أجواء الخنادق، فاستحق وسام "نجمة الحرب".

تزوج، شهر مارس 1919. غير أن المرأة الشابة التي ارتبط بها، ومباشرة بعد أن أنجبت له "سوزان" ابنته الوحيدة، سترحل عن هذا العالم شهر يونيو 1920. درّس باشلار الفيزياء والكيمياء بمدرسة « Bar-sur-Aube » إلى غاية 1930، وأثناء ذلك وقد قارب سن الأربعين، أحرز بعصامية على شهادتي الإجازة ثم التبريز في الفلسفة. خمس سنوات بعد ذلك (1927)، دافع عن أطروحته لنيل الدكتوراه بموضوع : [دراسات في تطور قضية فيزيائية : الامتداد الحراري للأجسام الصلبة] فدشن ببحثه هذا، وقبل ذلك طبيعة فكره، المكانة التي سيحتلها باشلار على مستوى تطور الفلسفة المعاصرة. مكلّف بتهيء الدروس، ثم أستاذ للفلسفة بجامعة السوربون، التي تركها سنة 1954 بعد أن بلغ سن التقاعد. ألقاب كلّلت مشروعه، لم يبحث عنها قط : سنة 1955، مدير لمعهد تاريخ العلوم والتقنيات. حصوله على وسام الشرف من رتبة فارس سنة 1960، والجائزة الوطنية الكبرى للآداب سنة 1961. توفي باشلار بباريس يوم 16 أكتوبر 1962، ودفن يوم 19 أكتوبر ب « Bar-sur-Aube ».

3 ـ شهادة الناشر العريق "جوزي كورتي" :

لا أعتقد، أني ملزم بصياغة بورتريه لباشلار. مهمة، سبق أن تكفلت بها مختلف المنابر الإعلامية خلال السنة الأخيرة من حياته، ولم تترك شيئا مجهولا، عن هذا الرجل الصعب والصلب، صاحب مظهر يعبر عن سنوات 1900. فخلال، تلك الحقبة تحتم على كل رجل تجاوز الأربعين، أن يكون على الأقل ضخم البطن. يتفق الجميع على أن باشلار، ميزته هيأة فيلسوف، مثلما يتصوره بالضبط الخيال الشعبي. لقد استحسنوا شكل شعْره الرومانسي ولحيته التي كانت شيئا ما، متبعثرة. أصدقاؤه وطلبته، وحدهم يتذكرون وجهه البشوش حين استقباله لهم. كلامه المتوقد، وابتسامته كانت دائما على استعداد للانفجار على وقع الكلمات المبهجةـ بل والنكت، سواء كان هو صاحبها أو صادرة عن الآخرين ـ والتي قد يحدثها الجدل.

منذ الوهلة الأولى، يجبرك باشلار على الانجذاب نحوه : ليس معتادا، أن نلتقي عقلا كبيرا، يختفي وراء مظهر إنسان بسيط ومألوف، ذلك ما حدث لي منذ أول لقاء مع باشلار، بعد صدور دراسته عن "لوتريامون".

أريد هنا، التعبير عن الامتنان ل "ألبير بيغان"، بفضله صرت ناشرا لأعمال باشلار، بحيث مثلت كتبه الأربعة الأساسية التي أعطاني إياها، ثورة أرست دعائم النقد الجديد.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق