الأربعاء، 28 يونيو 2017


(محمد عفيفي مطر)
موّالٌ في جنائن الرعب

بقلم: محمد عيد إبراهيم

 

لو تذكّرتُ ما مرّ من زمن، لأمكنني أن أرى عينَيه، كعينَي فلاّح مصريّ غابرٍ، كلّه صلابة، مثل جبل أخرس أمام شمسٍ كلّها رماد، لديه صبرٌ يحمل طيبةَ قلبٍ يغرق في الأحلام، رأس كصلاة الرفض مليء بحفنة سنابل يعكف عليها الطير بلا رحمة، في فيئه يأوي المتعبون، ومع أنه قاسٍ ولو ظاهرياً، إلا أن أصابعه حَفِيةٌ بالثمار، قد ينتظر الهزيع الأخير، لكن ليَجدِلَه بحبال الأسى قبلما يطفئ نوافير قلبه عليه، وفي معراج الصمت ترنّ ريح الليلِ المفجوعِ، والرعدُ في الظلماءِ، وتحتَ شجرِ الجُميز صغارٌ أيتامٌ، وعجوزٌ بسنّ اليأس تصنع مِقصلةً خشبية للقمر السهران.

لو كان لي أن أرسم "بورتريه"لوجه عفيفي، لتيقّنتُ أولاً من مسألةٍ لا تنام: هل كان (العنف) في لغويات عفيفي ومجازاته بل وإيقاعاته، مِصداقاً لما عاشه في حياته، وهي دراما تستحقّ أن تُكتَب؟ من بدايته بالقرية، إلى ضياع ديوانه بمكتب (صلاح عبد الصبور)، وصراعه مع جيل الخمسينيات، إذ نشر له (عبد القادر القط) قصيدته مع المجرّبين الشبان في مجلة (إبداع)، كما نشر له (لويس عوض) قصيدته بملحق الأهرام في "بوكس" لا يكاد يُرى، ونشره أول ديوانٍ بشكل كريم في سوريا، لا في مصر، حتى سافر للعراق، وقد رأيته هناك، جَمَلاً متعَباً يحمل همومَ أيامه وأيام الآخرين، بعدما طلبه السادات للسجن، فهربَ عبر الخرطوم إلى هناك، ثم عودته للقاهرة، وكتابات "نجيب سرور" المسيئة ضده، حتى وشَى به أحد المثقفين الكَتَبَة(وكان هشّاً معرفياً)أيامَ حرب الكويت، فسُجِن شهوراً، وقد كتبَت الأهرام يومها من بيان الداخلية (القبضُ على شاعرٍ متواضع)، وأنّى للشرطةِ رأيٌ نقديٌّ صارمٌ، حتى خروجه جريحاً عنيفاً مكابراً على رغم الألم، والتهام المرض لأعصابه وجسمه المعاند، إلخ إلخ. وقد عثرتُ مؤخراً بين أضابيري على رسالةٍ قديمةٍ له، أيام العراقِ، يرسم فيها بعضاً من آلامه وكبريائه، جاء فيها: 

(لَستُ أدري كيفَ أشُقُّ المسافةَ، أو أستعيدُ دورةَ الأيامِ والليالي، وأمحو ما تراكمَ من عددِ السنين، وأَستلحِق بقلبي وحواسِّي كلّ ما نبتَ أو نما أو ظهرَ للوجودِ من بعدِ عَدَم. تلكَ هَواجِسُ دَمعٍ مُحتَبَسٍ وجَلجَلَةُ تعبيرٍ مكتومٍ. أنا كَمَن يسيرُ على حَبْلٍ ممدودٍ بين سَماءَين، ما زالَ الصدقُ كَنزَ المَوهبةِ وأصعَبَ المكابداتِ وأشَقَّ ما نأخذُ بهِ النفسَ ونُطالِبُ بهِ الآخرين. لَعلِّي أَملِكُ مِن صَرامةِ الخُلُقِ ما يَعصِمُني عن الدّنِيّةِ، وأستطيعُ أن أتقبَّلَ كلّ شيءٍ إلا تزوِيرَ التاريخِ بلا حَياءٍ. أتابعُ كلَّ شيءٍ وأنتظرُ...).

ومع ما كان بيننا من صراع على الشكل الذي به أكتب، إلا أنني في إحدى زياراتي إلى مصر (وكنتُ أعمل بالخارج، كما أني كتبت قصيدة طويلةً عن عذابات سجنه، سَمّيتها "الفكاهةُ سِيقَت إلى الملح"، في ديواني "اليقين استقالتي")، رأيتهُ مصادفةً في مقهى التحرير بالقاهرة، فلم أدرِ بنفسي إلا وأنا أقبّل يدَيه ثم أهوي على رأسه أحتضنه بيدَيّ، كأني لَقِيتُ كَنزاً، كأني أعتذر عن مشاحناتي معه، كأني وجدتُ أبي من جديد، مما أدهشَ عفيفي من شُحنةِ مشاعري، فلم يعهد ذلك بي، كان مريضاً، عليه شحوبُ الجثة، وأشفقتُ عليه بحنان أمٍ ستفقد وليدها، مع أنه كبيرنا، وهو من احتمل نزقَنا عليه، وتمرّدنا قبالةَ نصهِ الذي كان يملأنا فخراً أنه مصريّ قد حقّقَ الكثيرَ، لكن علينا في الوقت ذاته أن نقف على كتفيه، كما يقول جوته، لا أن نستخذي منه أو نستكين.

كان المكان كئيباً، قبل ثورة يناير، 2009، ودار نقاشٌ بسيط عن القلق والتوتر والمظالم، عن الحرية والشعر والتعليم، إلى أقانيم رؤيته، ثم تعب فجأة لكأنه ينهار، واستأذن وقام، ولم أستطع الجلوس بعد رحيله، فقد وصلتني إشارة أني لن أراه ثانيةً، فاستأذنتُ من ثلةِ رفاقٍ ومضيتُ أيضاً، انقضّ قِطّ الليل من خوفي المسلوخ، ووليتُ وجهي أرتعش، بينما صوته في أُذنَيّ: (لماذا خِفتَ يا طفلي الخفيفَ القلب)!


عفيفي مطر، رائدٌ رأسهُ في الفضاء من أصلاب المحبين، سكّة الرؤية في قلب الظلام، تعرّفنا عليه ونحن شباب نحاول الكلام، وكان ديوانه (الجوع والقمر) في طبعته السورية الأولى، خدينَ مخدةٍ فترة، ومع أن عفيفي لم يكن فعلياً أو لم يصر فيما بعد من آباء نصيّ الذي أكتب به، إلا أنه لبنة أساسٌ من تكويني المعرفيّ حول الشعر والتجريب فيه، مَن لم يقرأ عفيفي فلن يعرف كيف يعشق اللغة، ولا كيف يبني تراكيب جمالية لم يعهدها الأقدمون، كيف يطوّر نفسه، سواء رحتَ في صفّه أو مضيتَ بعيداً عنه. وقد قال عفيفي: (أرى في كلّ شيءٍ قائمٍ  غربةَ ما سوف يكون)!

لقد ذاعت في جيلنا شائعتا (قتل الأب) و(القطيعة المعرفية)، وهكذا ثُرنا عليه، ثوران محبة، لا يعنيني من ثار عليه ثوران بُغضٍ ونقيصة، وظللت سادراً في تقبّل نصه بل هضمه وتمثله أحياناً، لكن لا ليكون مني، بل حاولت أن أحاذيه، هو قادر على التمرد، وأنا قادر على التمرد، هو ضدّ اللغة البسيطة الأقرب إلى حيادية المجاز، مثل صلاح عبد الصبور أو حجازي، لكنه أيضاً ضدّ تغريب المجاز، لا غربنته، بل غرابته، هو لديه سياق معرفيّ متناسقٌ، يرى التراث بعين محبٍّ، وقلبِ عاشقٍ مستهامٍ، حتى ولو ضربه في مقتلٍ، من شيوع الكِذب والتلفيق فيه (تطوّحات عُمر، مثالاً)، إذ يقول:

(أناديكَ إذا كنتَ سجيناً،
فأرى بوابةَ العالم تُفتح،
وأرى الطينةَ تفرح)!

لكني، غيره، أستعذب غرابة المجاز، وأغوص أحياناً في السوريالية، وأبغض التراث، لكن عن وعي، أردتُ أن أعفّر على كثيرٍ مما فيه من أغاليط وتفانين ومظالم، وأحببت أن أُرِي الناس وجهاً جديداً للغة العربية، سواءً أخفقتُ أو تحقّقتُ، أمري إلى الله، فغاليتُ في حذف الروابط بين الجُمل مثلاً، وكرهتُ حروف العطف والجرّ، وحاولت استعمال علامات الترقيم بشكل مختلف، كلّ هذا لفترة، أثناء فورة الشباب على تدمير كلّ شيء قديم، كأنه قبرٌ لا بدّ من هدمه لتقوم أبنية مستجدّة، كلها بياض وصفاء، وعمرٌ آخر للغة، يقلبها ظَهراً لبطنٍ، والعكس، ومع مرور الأيام، طبعاً، خفّت غُلَواء قلبي، وسكنت الريح الصَرصَر العاتية، أو كما قال مولانا جلال الدين الروميّ: (حين تصطلي النيرانُ، يتلاشى الدخان)!

تكلّمتُ عن نفسي قليلاً، لأن عفيفي مطر كان من أصلابي، لكني خرجتُ نباتاً مختلفٌ ألوانه، عفيفي مطر من عمق زمانه الداخليّ، يتدلّى مثل كَرمَة الجوع وأنهار الظمأ، يُقيم عرشه الفارغ في مملكة مفقودة (أحلامي غنائي)، وفي مواسم البيع، لكأني بهِ أسمعهُ يقول:

(أصرخُ تحتَ ماءِ الغُسلِ،
خائفاً في كفني:
لا تربطوا يدَيّ،
فربما أهربُ في الظلامِ)،

وقد فرّ هارباً، ذاتَ يوم، لكنه انسكبَ في عروقنا، بين السؤال والسؤال، يستصرخ فينا أن:

(يا جُثّتي المرفوعةَ،
لا تنزلي،

فالأرضُ لا تزالُ مملكةً ممنوعةً)! 

الخميس، 22 يونيو 2017


آلان إيريد فندي(*)
على جسر ڤكتوريا



أرى رجلاً يعبرُ
فوق وريد الشارع
المسدود، طافحاً بفضلاتٍ
معدنيّة، وأسنانٍ قاطعة.

أرى امرأةً، في ثيابٍ
ساطعة، و شعرٍ مُبيَّضٍ، تستجدي
حبّ الغريبِ.

على الأسوارِ (بسطاتِ القارئ البسيط)
كتبٌ  بلا أسماء، كتبٌ فِـخاخ،
كتبٌ جديدةٌ تماماً، ترفرف في الريح،
الطَلُّ ينقر فوق سطوحِ
أوْجُهِ الباعة.

قطار السيّارات المُستهتِرِ
يجري فوق الإنسان، يسعل كلمةَ
اعتذارٍ بلهاءَ. زعقةُ أكياس التبضّع،
فسْخُ الحِدّة،
زحفٌ أرعن.

14.أيّار.2017
آلان إيريد فندي: شاعر ومترجم من سوريا، يهوى الطبخ والهدوء، الفن والموسيقى، ويعمل حالياً كمدرّس، إلى جانب الكتابة والترجمة.
                                         


قصيدة: (المجاذيف والشراع)
للشاعر (المصريّ) الفرنسيّ: إدمون جابس
ترجمة المبدع الجزائريّ: حكيم ميلود



الحَرْفُ يَسْرِقُ الكَلِمَةَ الّتي تَسْرِقُ الصُّورَةَ الّتِي تَسْرِقُ.
الحَرْفُ يَكْذِبُ عَلَى الكَلِمَةِ الّتِي تَكْذِبُ عَلَى الجُمْلَةِ الّتي تَكْذِبُ عَلى المُؤَلِّفِ الّذي يَكْذِبُ.
الحَرْفُ يَحْلُمُ بالكَلِمَةِ الّتي تَحْلُمُ بالجُمْلَةِ الّتي تُحَقِّقُ الكَلِمَةَ الّتي تُحَقِّقُ الحَرْفَ.
الحَرْفُ يَفُكُّ الكَلِمَةَ الّتي تَفُكُّ الصُّورَةَ الّتي تَفُكُّ النَّهَارَ.
الجُمْلَةُ تَتَّقِي الكَلِمَةَ الّتي تَتَّقِي الحَرْفَ الّذي يَتَّقِي الغِيَابَ.
الحَرْفُ يَصْرِفُ الكَلِمَةَ الّتي تَصْرِفُ الجُمْلَةَ الّتي تَصْرِفُ الكِتَابَ الّذي يَصْرِفُ الكاتِبَ الّذي يُفْلِسُ.
عَلاَمَاتٌ وَ تَجَاعِيدُ هِيَ أَسْئِلَةٌ وَ أَجْوِبَةٌ مِنَ الحِبْرِ نَفْسِهِ.
الصَّفْحَةُ دَائِماً بَيْضَاءُ بِالنِّسْبَةِ للكَلِمَةِ الّتي تُغَامِرُ فِيهَا،أَمَةٌ أوسَيِّدَةٌ.
§   

الكَلِمَةُ هِيَ صُورَةُ الإِنْسَانِ: إذَنْ هي آخرُ.
الكَلِمَةُ هي الإِنْسَانُ، ذَاكِرَتَهُ وَ صَيْرُورَتَهُ.
الكَلِمَةُ تُسَلِّحُ الكَلِمَةَ ضِدَّ نَفْسِهَا.
لاَ يُنْقِذُ الكَلِمَةَ إِلاَّ الكَلِمَةُ.
لِكُلِّ كَلِمَةٍ قِسْمَتُهَا مِنَ الحِبْرِ.
يَسْتَنِدُ الإِنْسَانُ إلَى الإِنْسَانِ كَمَا الكَلِمَةُ إِلَى الكَلِمَةِ الّتي تَخْتَبِرُهَا.
§   

هُنَاكَ كَلِمَاتٌ لَمْ تَلْمَسِ الأَرْضَ أَبَدًا.
§   

للكَلِمَاتِ الّتي تَبْحَثُ عَنْ بَعْضِهَا البعضِ النّظْرَةُ الحَزِينَةُ لِلعُشَّاقِ المُنْفَصِلِينَ.
تَتَجَمَّعُ الكَلِمَاتُ حَوْلَ الصُّورَةِ كَمَا يَتَجَمَّعُ النّاسُ حَوْلَ مَائِدَةٍ أَوْ نَارِ حَطَبٍ.
§   

تَتَجَوّلُ الكَلِمَاتُ لابِسَةً اللُّهَاثَ.
§   

القَصَائِدُ تُخْفِي مَشَاعِلَ قَوِيَّةً، تُوَجِّهُهَا الكَلِمَاتُ في نَشْوَةِ حُرِّيّتِها إِلَى اللَّيْلِ الكَثِيفِ.

وهُوَ يَنْزَعُ، مَعَ عَلاَمَاتِ الوَقْفِ، المَنَاطِقَ الحُرَّةَ، يُفَاقِمُ الشّاعِرُ، بَيْنَ الكَلِمَاتِ، أَسْبَابَ الصِّرَاعَاتِ أَوْ يُضَاعِفُ فُرَصَ تَفَاهُمٍ حَمِيمِيٍّ.
§   

تُجَازِفُ عَيْنُ القَارئِ، في كُلِّ مَقْطَعٍ لَفْظِيٍّ، بِإِشْعَالِ حَرِيقٍ.
§   

مِثْلَ النّارِ، للمَاءِ عَلاَمَاتُ ضُعْفِهِ.

الحُلْمُ مَوْجُودٌ فِي الجُذُورِ.

الرّيحُ تَثِقُ في الرّيحِ.
                                                 بِنْتٌ مَرْسُومَةٌ بِالأَزْرَقِ
                                                       تَتْبَعُ مُنْحَنَى الزّرْقَةِ

جَنَاحُ الطّائِرِ يَطْوِي المَسَاءَ.
§   

للضّفَادِعِ سَلَعَةُ(*) الكَآبَةِ.

كَمَا المِسْمَار، الزّمنُ يُصْدئُ الصَّرْخَةَ.
                                                          تَحْمِلُ المَجَاعةُ فِي نَفْسِهَا
                                                                 أَشِعَّتَهَا المُتَقَاطِعَةَ.

الضّجِيجُ يَنْزِفُ.

السّيْفُ يَبْكي الجُرْحَ.
                                                         يَتَكَلَّمُ الزِّنْجِيُّ مَعَ اللّيْلِ
                                                                بِصَوْتٍ خَافِتٍ تَحْتَ الجِلْد

مِنْ نَوْمِ الذِّئْبِ تَنْبَثِقُ عُيُونُ الضَّحيّةِ.

يُسْنِدُ الحَجَرُ البِئْرَ بِوَلَعٍ.
                            *
الهَوَاءُ يَقْرَأُ في المَاءِ.

بالنّسبةِ لِلجَرَسِ، الأَرْضُ سَرِيرٌ بَعيدُ المَنَالِ.

المَوْتَى مُحَاطُونَ بِالمَاءِ الّذي تُحَرِّكُهُ الذِّكْرَيَاتُ.
§   

وَرَقَةً لِوَرَقَةٍ
نَاراً  لِنَارٍ
المَاءُ يَضُمُّ
المَاءَ.
§   

الكَلِمَةُ تَحْمِلُ دَاخِلَهَا الكِتَابَ، كَمَا الإِنْسَانُ الكَوْنَ.
يَهْمِسُ الظِّلُّ لِلظِّلِّ بالطَّرِيقِ السِّرِّيِّ للنَّهَارِ.
مَعَ الكَلِمَاتِ نُحاذِي الهَاوِيَةَ. أَوّلُ خُطْوَةٍ خَاطِئَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ قَاتِلَةً.

يَتَكَلَّمُ الثَّلْجُ مَعَ البَيَاضِ كَلاَمًا يَجْهَلُهُ الأرْزُ.

الكَلِمَةُ تُعِزُّ العَتْمَةَ.

النّهَارُ يَسْكُنُ الكِتَابَ.
§   

الصَّرْخَةُ الأَخِيرَةُ هِي السَّذَاجَةُ.
§   

بِإصْبَعٍ يُدِيرُ الطِّفْلُ أَطْوَاقَ اللَّوْنِ الّتي تَضِيعُ فِي العُيُونِ المَفْتُونَةِ لِلْجَمْعِ، المُتَوَاطِئَةِ مَعَهُ.

يَنْعَكِسُ بَيْتُ الجَدْوَلِ في كُلِّ نَافِذَةٍ مِنْ نَوَافِذِهِ مِثْلَ العَالَمِ الأَعْمى فِي عُيُونِنَا.

مَا إنْ نَغْزُوَهَا، تَبْقَى الصُّورَةُ فِي عُيُونِنَا مِثْلَ جَزِيرَةٍ وَسَطَ البَحْرِ.
§   

عَالَمُكَ وَ عَالَمِي يَنْفَصِلانِ فِي عُيُونِنَا.
§   

فِي قَصِيدَةٍ ، يَعْبُرُ الشُّعُورُ مِنْ صُورَةٍ إِلَى أُخْرَىَ مِثْلَ الفَرَاشةِ عَبْرَ الحُقُولِ.

تَنْقُشُ الرَّاقِصَةُ عَلَى الجَلِيدِ فِي المِرْآةِ جُمْلَةً مَحْكُومٌ عَلَيهَا بِالبَقَاءِ سِرِّيَةً.

الرِّيحُ الّتي تَهُبُّ عَلَى عُنْوَانِ القَصِيدَةِ تُرْغِمُهُ عَلَى أَنْ يَتَصَلَّبَ كَمَا يَفْعَلُ البَشَرُ فِي مُوَاجَهَةِ البَرْدِ.
§   

يُنَظِّمُ الفَنَّانُ الحَيَاةَ المُضِيئةَ للعُيُونِ.
§   

وَاثِقًا مِنْ دَرْبِهِ، يَتَمَيَّزُ النَّثْرُ عَنِ الشِّعْرِ، مِثْلَمَا يَتَمَيَّزُ السَّائِرُ المُتَعَجِّلُ لِلوُصُولِ إِلَى الهَدَفِ، عَنِ الرَّاقِصِ المُنْتَشِي بِعَدَمِ الوُصُولِ أَبَدًا.

يُنَازِعُ العَالَمُ الإِنْسَانَ على القَصِيدَةِ، النُّمُوُّ الذّائعُ للوَرْدَةِ.

القَصِيدَةُ هِيَ العَطَشُ الّذي تَرْوِيهِ الرَّغْبَةُ في عَطَشٍ أَكْبَرَ.

الشَّاعِرُ مَشْدُودٌ إِلَى القَصِيدَةِ، مِثْلَ انْشِدَادِ الكَلِمَةِ إِلَى مَوْتِ العَالَمِ الّذي يَقْذِفُهَا.

الشّاعِرُ يُؤَبِّدُ لَحْظَةً في حَيَاةِ الكَلِمَةِ، ابْتِسَامةً، لِقَاءً.

الحَرَكَةُ الأُوْلَى للشّاعِرِ هِيَ أَنْ يَقْبِضَ وَ هُوَ طَائرٌ عَلَى حِصَّتِهِ مِنَ البَقَاءِ.
§   

لاَ تَظْهَرُ عَوَاقِبُ فِعْلِ الكَلِمَاتِ فِي القَصِيدَةِ إلاَّ في المدَى البَعِيدِ.
                          *
حِبْرٌ، إِشْرَاقَاتُ الكَلِمَاتِ.
الرُّؤْيَةُ تَصُوغُ، مِثْلَ الصَّوْتِ، الكَلِمَةَ.
العِبَاراتُ لَهَا الأَصْوَاتُ ظِلاًّ.
§   

حَطَّمَتِ القَصِيدَةُ فِي الكَلِمَةِ المرْآةَ الّتي كَانَتْ تُشَوِّهُ صُورَتَهَا.
انْتِظَارُ الفَرِيسَةِ وَاهِنٌ.

يُرَاهِنُ الجِدَارُ عَلَى الأَرْضِ.
§   

الإِلْهَامُ غَزَلِيَّةٌ بَيْنَ الشِّعْرِ والمَوْضُوعِ تَخْضَعُ لِنَزَوَاتِهَا العِبَارَةُ، تَشْبيهًا بِمَا بَيْنَ التُّوَيْجِ والفَرَاشَةِ.
§   

تَأْدِيبٌ: أَنْ نَنْزَعَ عَنِ المِلْحِ طعْمَ المَاءِ.
§   

مِنْ مِرْآةٍ إِلَى مِرْآةٍ يَرَى الصَّدَى وَجْهَهُ يَتَدَاعَى.

الجُدْرَانُ تُوَاجِهُ كَلِمَاتِهَا البَيْضَاء.

كُلُّ نَافِذَةٍ تُدَافِعُ عَنْ مَنْظَرِهَا.
§   

الرَّغَبَاتُ مَمْلوءَةٌ بِأَشْيَاءَ تَتَهَجَّانَا.
الأَشْيَاءُ هِيَ التُّخُومُ الّتي نُرَحِّلُهَا في العِنَادِ المَحْمُومِ مِن أَنْ تَمَسَّنَا.

هُنَاكَ الشَّيْءُ وَسِجْنُهُ. الشَّاعِرُ يُقَطِّعُ القُضْبَانَ فِي الظِّلِّ.
§   

أَنْ يَنَامَ تَحْتَ سَقْفِ بَيْتِهِ، ذَلِكَ هُوَ الانْشِغَالُ الأَسَاسِيُّ لِلفَنَّانِ.
§   

شَوَاطِئُ مَمْلُوءَةٌ فِي مُنْتَصَفِ النَّهَارِ بِالأَفْكَارِ العَارِيَةِ؛ وفِي اللّيْلِ هَوامِشُ مُعَادَةٌ للرَّمْلِ.
§   

كُلُّ فِكْرَةٍ تَبْحَثُ عَنْ مَلاَمِحِها في الفِكْرِ الّذي تُوَلِّدُهُ، مِثْلَ الأَبِ فِي الوَجْهِ القَلِقِ لِابْنِهِ.
§   

يَفْرِضُ الفَنَّانُ عَلَى الفِكْرَةِ حَظْرَ التَجَوُّلِ.
§   

كَمَا تَنْفَتِحُ السَّمَاءُ عَلَى البَحْرِ، يَنْفَتِحُ العَمَلُ عَلَى الإِنْسَانِ الّذي يَبْحَثُ عَنْ نَفْسِهِ فِيهِ.
الشَّعْبُ و القَصَائِدُ لَهُمْ صَوْتُ مَوْتَاهُمْ.
كَمَا البَحْرُ وَقْتَ الغَرَقِ، يَرْفَعُ التَّارِيخُ نَبْرَتَهُ في فَصْلِ الشُّهَدَاءِ.
تَجْرُبَةُ مَوْتِ الإِنْسَانِ والكَلِمةِ هِيَ بِحَجْمِ جُرْأَتِهَا.
§   

الصَّحْرَاءُ تَبُثُّ كَلِمَاتٍ قاحِلَةً.
الفَجْرُ يَخْلُقُ الدِّيكَ.
الأَحْلاَمُ تَصِفُنَا في المِحْنَةِ.
§   

ذَاكِرةُ الشَّاعرِ هيَ زَمَنُهُ.
الشِّعْرُ لاَ يُغَيِّرُ الحَيَاةَ، إِنَّهُ يُبَادِلُهَا.
نَحْنُ مَحْمُولُونَ.
§   

القَصِيدَةُ هِي التَّشَابُهُ.
...........................
.السلَعَةُ: تضخَم الغُدَة الدَرقية(*)
(*) إدموند جابيس، شاعر من مواليد القاهرة 1912.هاجر إلى فرنسا سنة 1957، وكان قريباً من
 السورياليين، خاصة ماكس جاكوب الذي كان دليله الأول و مرشده للانخراط في الساحة الأدبية الفرنسية. وقد تميزت تجربة إدموند جابيس بانفتاحها على كتابة مفتوحة عابرة للأجناس الأدبية ومسكونة بروح شرقية نابعة من إرثه بسنوات شبابه في مصر ، أين تحضر الصحراء باعتبارها استعارة مركزية . كما يحضر التيه كموضوعة مهيمنة. ومنذ ديوانه الأول الذي عنونه "أشيّد مسكني" اختار إدموند جابيس الذهاب في كتابة غامضة و صعبة، تنبني في أفق التأويلات الرمزية للعالم باعتباره كتاباً، وللشاعر بوصفه مؤولاً لغموضه.مات الشاعر سنة 1991. ومن أعماله:"كتاب الأسئلة" في سبعة أجزاء/ "كتاب التشابهات" في ثلاثة أجزاء/ "كتاب التخوم"  في أربعة أجزاء. أما ديوانه الأخير  فهو "غريب يتأبط كتاباً من الحجم الصغير".قبله نشر " كتاب الضيافة"، و كتاب تأملات "إنها تتبع مسارها". وقد جمعت أعماله الشعرية الأولى في سلسلة شعر غاليمار تحت عنوان "العتبة... الرمل" (1943/ 1988)، وفيها نجد ما يمكن اعتباره تجربته الشعرية بامتياز، لأن الكتب الأخرى هي نصوص مفتوحة. وهو  يشكل مع جورج حنين و جويس منصور المساهمة المصرية الأهم في الشعر المكتوب بالفرنسية في القرن العشرين.
(*) اللوحتان، للفنان المصريّ/ الألمانيّ: صلاح الأعسر

الأحد، 18 يونيو 2017

قصيدة: (لو كنتُ أنا خديجةَ)
للشاعرة المصرية: شهدان الغرباوي



سامح الله (خديجة)
جمعت أسماكَ الأرضِ
وبأصابعها العشر، أطعَمَتها الطاغيةَ
فتضخّم.

في ذِكْرٍ، صادفَته
بين جوقةٍ، ذَوَّبَ (ابنُ الفارض) نفوسَهم  في كؤوسه الدوارة
وجنَّنَهم مقامُ "الرست".(1)

مَجْذُوبٌ فيهم مُشرَب بسمرة
أنفهُ منتصبٌ، في دعوةٍ صريحة لا تحتمل التأويلات
وعسلُ عينيه، جبليّ

(جلجامش)(2)
غنيٌّ عن التعريف
 مُتْرَبٌ بتوابلَ حارقةٍ
ووَسَخهُ جليل.

يقولُ الأوّلون:
(إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنْ الْإِيمَان)(3)
وخديجةُ لا ترضى
وأقول أنا:
الْبَذَاذَةُ أعشابٌ وحشية، تنمو في تربة مباركة
(لا يمسّها إلا المطَهرون)
الْبَذَاذَةُ  مزيجٌ من (حَبَقٍ بهيجٍ) وغواية
الْبَذَاذَةُ كُحْل العارفين.

 واحدٌ كجلجامش
إن مدّ يدهُ، عَلِقَت.

يقول الرواة:
خرجا معاً
وما كانت (خديجةُ) لتلِجَ الحَضْرةَ حتى تنطقَ بالشهادتين ثم تُريق على رأسها أربعين كوزاً من الماء الحيّ
وتنتفُ زغَبها بقسوةٍ، ثم تدهنُ موضِعَه بخلاصةِ "نبات السعد"(4)
وما كانت لِتُريه وجهَها حتى تُزجّجَ حاجبَيها (على الشَعرة)
 وتُصفّف جديلتَيها،  نظيفتَين حدّ السأم
خسارة!
زجاجةٌ كاملة من عطرِ  "Chanel"     
تضيعُ في الهواء(5)
وخسارة "منقوع الحمص البائت"(6)
الذي أفسَدهُ الانتظار.
يقولون:
سارت وراءه إلى "جاكوزي" للصَفوة
وانتظرتهُ بالمنشفةِ على البوابة، يوماً كاملاً
وعندما عاد إليها، كان القمرُ قد انكمَش.

لو كُـنْت أنا (خديجة)
لتركتُ شَعري على عواهنه
وشفتيّ بغير تحفظات
وأطلقتُ أشواكي في وجهِ العالم
ثم اختلطتُ بالذّاكرين
 وبظُفر سبّابتي،خَمشْتُ نخاعهُ الشوكيّ
مِن ثَمّ، التقطتهُ على ظهري، ومشيتُ به إلى كهفٍ غامض في أولِ الزمان.


تقول النبوءة:
في الكهفِ
سأجعلُ بيني وبينه مسافةً رأسية
فأكونُ واقفةً، وهو جالسٌ على الأرض
أو أكونُ جالسةً
وهو منبطحٌ
جلجامش، حَرثٌ لي
آتيهِ أنّى شئتُ
هذهِ فرصةُ التاريخِ ليصوّبَ أخطاءه الفادحة.

ـــ تجَرّد
ولا جُناح عليكَ إن أنت لم تُحرق البقرةَ الحمراءَ وترشّ الماءَ على رمادها
لتتطَهّر(7)

أو أنك لم تعقِد النيةَ
ثم تغسلُ كفيكَ بالماء ثلاثاً
وعُسَيلتكَ، بيدكَ اليسرى
وتتوضّأ وضوءك للصلاةِ، مؤجّلاً قدمَيك
وتُريق الماءَ على كاملِ جسدكَ مبتدئاً بالنصفِ الأيمنِ ثم الأيسر
ثم أن تغسلَ قدميك

ولا عليكَ لو لم تذهَب إلى الكنيسة
ليغسلَ الكاهنُ رجلَيك ويرشُمهما بالزيتِ(8)

ولا أن تغمرَ كاملَ جسدِكَ ثلاثَ مراتٍ في نهر "الغانغ"،ثم تشربَ منه شربةً واحدة(9)

فقط،
اغمِسْ أنفكَ في مُجمل سوائلي
أنا غولة، صنعني الربّ من طينةٍ مزينةٍ بالشوائب
أمتَصُّ الوِلدانَ  وأردّ عليهم دَينهم
بكلماتي، أتوبُ عليهم
ثم أرسلُهم مُخلَّدين إلى الفراديسِ العُلا.

لو كنتُ (خديجةَ)، كانَ مستَحقاً لي أتلذّذ بغاباتٍ سبع، أصنعُها على عيني


الغابة العليا؛
*
هذه رأسٌ أجعلُها من أجرانِ حَبّ الرشاد(10)
أمرّر أصابعي فيها ببطءٍ، فتُزهر "الفياجرا الحمراء"(11)

 الغابة الثانية؛
*
أحبّ رائحةَ خليطِ التبغ البريّ، والقرنفل والخُزامى البيضاء
ذلك ما يلفِتُني في (ليوناردو  دي كابريو)
إذن
سأجعلُ لشاربكَ الكَثّ رائحةَ الــــــ  "Wild Tobacco "by Illuminum

الغابة الثالثة؛
*
لحيتكَ بغيرِ تهذيبٍ، سباقاتُ خيلٍ
وإنكَ تحتها لَطَودٌ
إذن
سأُعفيها.

الغابة الرابعة؛
*
إنى أرى في شماليها شجرتَي "أفوكادو" ــــــ غابة صدرك ــــــ
جفّت أوراقُهما وأُصيبَ اللحاءان بـــــــ "البطالة الاحتكاكية"(12)
بقواطعي الأماميةِ سأخدشهُما ليجودَ اللحاءان بالشهدِ الطازج
ثم أنالُ قيلولتي بين الأحراشِ
بعيداً عن أشرارِ الملائكة والشواردِ الحرة.

الغابتان الخامسة والسادسة؛
*
 في البدء كانتا معاً فقَصَمهما الدهماء:
ـــــ الإبط الأيمن؛

من "تابوتِ العهد"(13) أخرَجتُ لوحَين حجريين سأثبتهُما في لحمكَ مكتوبٌ عليهما:

 1ـــــ "لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي"(14)

ــــ الإبط الأيسر؛

جمعتُها من الصدور وسأجدلُها بأغصانِ غابتِكَ السادسةِ فيتعلّم القارئون أصول الــــــ "étiquette"

1ـــــ  {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً}(15)

الغابة العظمى؛
*
بُشرى يا كلّ ثَيّباتِ العالم ويا كلّ أبكاره
آن لكُنّ أن تكفُفن عن التنقيبِ في بطونِ كتبِ التاريخِ الطبيعيّ و"الأنثروبولوجيا".
ففي هذهِ البقعةِ المباركةِ سأضعُ الآن
"حَجرَ الفلاسفة"(16)
وأنتَ يا جلجامش، إذا سألنكَ عن "عشبةِ الخلود"(17)
فقُل لهنّ إنه ــــــ لِغَفلتكَ الذكوريةِ ـــــــ سلَبَتكَها الأفعى وأعادتكَ إلى بلدكم يداً وراء ويداً قُدَّامَ

قُل لهنّ أن يسترحنَ من إرهاق (جوجل) في البحثِ بالمغاراتِ القديمة وأسفلَ المسطحاتِ المائية
ومن إنفاقِ (الجيجابيتس) على (ويكيبيديا) وصفحاتِ "الأندرجراوند"
واذكر لهن أنه بتائي المربوطةِ، حزَّمَتْ وليفَها
ورَقَّصَتهُ على أبخرةِ مزاميري تارة
وتارةً أخرى على موسيقى (نوال)(18)
ثم دَلَّكَت جسدَه بزيتِ الخردلِ فاندلعَت دورتهُ الدمويةُ وانتصبَ، مُجهزاً عليها بطلقةٍ بائنة
ثم دسّ لي العُشبةَ في حَمّالةِ الصدر
العُشبةُ التى سأنثرُها هاهنا
و أُمَسّدُها برفقٍ إلى أن يتنزلَ الحديدُ
(فيهِ بأسٌ شديد).
..................................
هوامش القصيدة:
(1)مقام موسيقي شرقي يفضل استخدامه في قراءة القرآن الكريم وحلقات الذّكر.
(2) بطل الملحمة السومرية وهو ملك أسطوريّ وثلث إله، ظل يبحث عن الخلود حتى مات.
(3) البذاذة تعني الرثاثة في الملبس، و الرواية منسوبة إلى (رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم)
 رواها أبو داود عن أبي أُمامةَ بنِ ثعلبةَ الأنصاريّ.
(4)هو نبات يقلل ظهور الشَعر و يقضي عليه بتكرار الاستعمال.
(5)من أغلى العطور الأنثوية الجاذبة للرجال.
(6) ينقع الحمص لمدة يوم كامل في الماء ويُصفّى  ويشرب الرجل ماءه لتعزيز القدرة الجنسية (إحدى التمائم العشر اليهودية  للعلاج التي أوصى بها الحاخامات)
(7) سِفر العدد، الإصحاح 19
(8)طقس مسيحي يقام في ذكرى "خميس العهد"
(9)نهر بالهند يقدّسه الهندوس ويتطهّرون فيه بهذه الطريقة.
(10) بذور نباتية تفيد في منح الفحولة والخصوبة.
(11)عقار طبي للمرأة من أعراضه الجانبية زيادة الرغبة الجنسية لديها.
(12) هي بطالة تنشأ بسبب نقص المعلومات لدى الباحثين عن العمل وأصحاب الأعمال الذين تتوافر لديهم فرص عمل".
د.رمزى زكى ـــــــ الاقتصاد السياسى للبطالة ـــــــ عالم المعرفة ص 29، 1997.
(13) التابوت الذي حُفظت به ألواح العهد، الوصايا العشر ويعرف أيضا بتابوت الشهادة وفقاً للتراث اليهودى (الخروج 26، 30،...)
(14) من الوصايا العشر
(15)سورة الجن
(16) مادة أسطورية يُعتقد أنها تستطيع تحويل الفِلزّات الرخيصة (كالرصاص) إلى ذهب ويمكن استخدامه في صنع إكسير الحياة.
(17)عشبة يعتقد أنها تمنح الخلود كما جاء في أسطورة جلجامش ظل يبحث عنها ومات دونها.
(18)  مقطوعة موسيقية للرقص الشرقي.
......................................
(*) اللوحتان، للفنان الإيرانيّ: بهمن محصص