الخميس، 29 مارس 2018


قبّلي هذا العالمَ
حان يومُ القيامة...
محمد علاء الدين عبد المولى
سوريا (ألمانيا)


لا بجع ولا موسيقى،
الأرضُ مخبزُ جمالٍ مغلقٌ،
حين أمرّ به أرى ازدحاماً بارداً.
أحدٌ يقول لأحدٍ من غير صوت: هربتْ.
جدتي همست لي تحت شجرة التوت بأول حرف من اسمكِ،
وتكوّمتُ على هيئة هلالٍ يعمل ليلا نهارا.
عمري في ذلك الزمن سحبةُ موسيقى تتبادلُ مع شفتيكِ تصحيحَ الضوء.
وإنني مصدّقٌ صوابكِ حيث ذهب
إنني حيث ذهبَ
إنني...
...
صباحٌ مدلّلُ الضوء
أسكبه على أصابعكِ العشرة،
وأنادي على الله: ما أجملكَ اليوم أيضاً...
...
قرى كثيرةٌ زرتُ طيور الدرّج فيها
وشربتُ من فضائح عناقيدها
لكني لم أعرف حتى الآن أين تقعُ تأويلاتُ ظلالكِ حين تتعرين من مواد الحياة وتتحولين إلى نفَسٍ من أنفاس ابن عربي وترقصين حول جمالكِ وحيدةً؟
حسناً رآكِ القلبُ
حسنةً مزجتكِ مرآةٌ يصقلها الروميّ كل مرة في مدينة حتى وصل الأمر به أن يزرعها أمامكِ بعد أن عاين جسدكِ واستبسل في غيبوبةٍ تبريزيةٍ أخيرة.
طيبة ذاقكِ خمّارُ بلاد الشامِ
فوزع منك على الكروم وأطلق فيكِ غناء الرعيان مدلّهين ببياض قمريكِ في السماء المضمرة تحت السهرة
عروساً رآكِ أكثر من عريس
أمسكتِ بالخاتمِ وعجنتِ منه قفصاً لا تعيش فيه الطيورُ
ولا يستقبلُ العبيد
وقلتِ كلاماً لا تفهمه إلا طيور العطار
...
 نغمٌ ونغمٌ، يعطيانِ: جسدكِ. (معادلةٌ من صناعة اليوغا وهي تلينُ تحت الشمس أو تحت سلطة الغيوم أو تقع مخمورة في صوت البلابل)
بلبلٌ وبلبلٌ: يصنعانِ رقصةً يساعدكِ عليها عاشقٌ مجهولٌ تحملينه كحصة خبزٍ في مجاعة حرب وتبكين على أمه المقتولة عشوائيا بطلقاتٍ ذكية.
بلبلٌ وبلبلٌ يرفعانكِ حيثُ برجُ اللغاتِ الأول أزرق أخضر بنفسجيّ
من هناك تطلين على شظايا الكونِ وتغسلين الراحلين بدموع مولودٍ على شكل فصل صيفٍ تمسكينه من تموزهِ وتلقين به فوق الجموعِ جميعا. 
...
وهكذا تفرط الشجرة أسماءها فوق كتفي ياسمينةِ المساء،
ريثما تكمل العروس انزلاق غطاء القمر عن ردفيها المصقولين بماس الرغبات الطائرة أسرابا أسرابا من قصيدة إلى قصيدة كمعانٍ سكرتْ ولمّا أشرقتْ بندى الموسيقى تبللتْ مجازاتها وتأوّهتْ نهنهةً ذوّبت قاموسَ لسان العرب في سكّرها
...
لم يقولوا أين تسكنُ الأحلام ولماذا تتأخر
لكننا نعرف آثارها من خيباتنا التي تعالجين صداعها بقبلاتكِ
قبّلي هذا العالمَ
حان يومُ القيامة...

آذار (مارس) 2018
هانوفر، ألمانيا


(*) اللوحة لبيكاسو 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق