الاثنين، 17 أغسطس 2020

الفيلسوف لوي ألتوسير: تفاصيل قتله زوجته إيلين ريتمان (الحلقة5 )

 

ترجمة : سعيد بوخليط

 

تقديم :توفي الفيلسوف الماركسي  اللامع، لوي ألتوسير يوم 22 أكتوبر 1990، بعد أن راكم متنا نظريا مهما، بوّأه مقاما، ضمن أهم فلاسفة ومفكري القرن العشرين، الذين أحدثوا نقلة نوعية على مستوى تاريخية المفاهيم. كلنا، يعلم إضافاته الرصينة إلى الأدبيات الماركسية، بعد إعادة قراءته الثاقبة للمتن الماركسي وكذا التأويلات المنهجية الجديدة التي رافقت هذه القراءة، في أفق إخراج النظرية من عنق زجاجة التمثل الأرثوذوكسي، العقائدي الجامد، كما عانته الماركسية داخل تنظيمات اليسار التقليدي، لاسيما في أوجهها الستالينية، والبحث عن الآفاق الرحبة التي تفتحها المقاربات الإبستمولوجية. مستفيدا من مؤلفات باشلار وفرويد وستراوس ولاكان والبنيوية.

بيد، أنه لا أحد من تلامذة ألتوسير وطلبته وأتباعه وعشاقه، بل خاصة المدرسة الفلسفية الفرنسية، واليسار الفرنسي، قد توقع لوهلة،صيرورة عبقريته الأريبة إلى تلك النهاية المأساوية،بعد الحادث الذي جرى يوم 16 نوفمبر 1980، حينما قتل زوجته إيلين ريتمان داخل شقتهما المتواجدة بالمدرسة العليا للأساتذة بباريس،جراء إصابته بحالة جنون حادة،مما شكل انقلابا في مصير الرجل،لم يكن واردا بتاتا في الحسبان.

 يقول :"لقد قمت بخنق زوجتي التي جسدت لديّ كل العالم، إبان أزمة عصبية طارئة، شهر نوفمبر 1980 نتيجة خبل ذهني. زوجتي، التي أحبتني إلى درجة أنها توخت الموت، متى عجزت عن تحقيق ذلك. بلا شك، لحظة جنوني وبممارسة لا واعية ''قدمت لها، هذه الخدمة، وماتت دون أن تدافع عن نفسها".

حيثيات القضية، سيتطرق إليها،ألتوسير عبر صفحات سيرته الذاتية، التي جاءت تحت عنوان: ''المستقبل يدوم طويلا''،الصادرة عن منشورات ''ستوك" سنة 1992، فترة بعد وفاته....

من خلال هذه الحلقات الطويلة،سنصغي ثانية إلى ألتوسير وهو يروي بدقة متناهية،على لسانه الوقائع التراجيدية،إبان صبيحة ذلك اليوم من أيام بداية سنوات الثمانينات.

                     الفصل الخامس:

يمكن إذن إعادة تشكيل وربما فهم التعارض أو بالأحرى الازدواجية التي أجبرت منذ البداية أن أعيش في إطارها.

من جهة،مثل كل طفل تغذى على الثدي،وعاش الاتصال الفيزيائي،والفيزيولوجي والشبقي بجسد الأم،التي تقدم ثديها،دفء البطن،الجلد،الأيادي،الوجه،الصوت،لقد كنت عضويا و شبقيا مرتبطا بأمي، تحبني كطفل جميل يفيض بالصحة والحياة يمكنه أن يعشق أمه.

لقد أدركتُ مبكرا جدا(يدرك الأطفال بطريقة مذهلة مايغيب عن الراشدين،لكن بالتأكيد ليس على مستوى الوعي الذي يخلقه هذا الإدراك)بأن أمي التي أحببتها بكل جسدي تحب هي شخصا غيري من خلال وجودي وخلف كياني،كائن غائب شخصيا من خلال حضوري الشخصي،بمعنى شخص حاضر عبر غيابي الشخصي،سأعرف فيما بعد أنه ميت منذ زمن بعيد.لكن متى  حدث هذا''التصميم فعليا''؟من الواضح أني سأتبيَّن طبيعة ذلك ''بعديا" من خلال تأثيرات،اندرجت باستمرار ضمن إحساسات  متكررة وحارقة في حياتي : رموز عديدة ثابتة،لامحيد عنها.كيف أمكنني إذن الشغف بأمٍّ لاتحبني في شخصي،وحكمت علي بأن أصير مجرد صدى باهت،ثم مجرد آخر لشخص ميت،بل الموت نفسه؟قصد الخروج من هذا التناقض أو بالأحرى هذا التجاذب الوجداني،لم تكن لدي حتما وسيلة ثانية غير محاولة إغواء أمي( مثلما نغوي شخصية أجنبية أو غريبة)كي تقبل النظر إلي وتحبني في ذاتي.ليس فقط بالمعنى المتداول حيث يريد الطفل الصغير،مثلما قال ديدرو سلفا :"النوم بجوار أمه''،لكن تبعا لدلالة أكثر عمقا يلزمني بالضرورة البحث عنها،كي أكسب حب أمي، وأصبح تماما الشخص الذي عشقته أبديا من خلالي،في السماء الصافية دائما للموت : إغواؤها بأن أحقق رغبتها تلك.

مهمة ممكنة ومستحيلة !لأني لم أكن هذا الآخر، وفي حقيقة نفسي ذاك الكائن الحكيم جدا المتسم بغاية الطهر مثلما تطلعت إليه أمي عبر هويتي.وبقدر ما أمضي،أحس فعلا بالصيغ، حتى العنيفة منها، لرغبتي الخاصة، قبل هذه الصيغة الأولية :أن لاأعيش ضمن إطار عنصر الموت ولااستيهامه،بل أتواجد من أجل ذاتي،نعم،ببساطة أن أوجد وقبل كل شيء داخل جسدي،الجسد الذي احتقرته أمي كثيرا،مادامت هذه الكلمة تشعرها بالتقزز(مثل لوي الذي عشقته دائما).

وأنا طفل صغير، احتفظتُ عن نفسي بصورة كائن رهيف ورخو بمنكبين ضيقين، يستحيل وسمهما بمنكبي رجل،ثم وجه أبيض،ترهقه جبهة كبيرة وضائع في عزلة ممرات فارغة وسط خلاء منتزه فسيح .لم أكن قط صبيا،بل فتاة صغيرة ضعيفة.

هذه الصورة،لازمتني لفترة طويلة،وسأكتشف فيما بعد نتائجها،جلية مثل ذكرى-ساترة،حينما عثرت ثانية بمعجزة على الأثر المادي في صورة شمسية صغيرة،بين طيات أوراق أبي بعد موته.

هكذا كنت.طفل واقف،عند إحدى الممرات الشاسعة لمنتزه غالاند،في الجزائر، بالقرب من منطقة سكننا.حقا ذاك الطفل الواهن،الأبيض والهزيل، بدون منكبين،الرأس بجبهة ضخمة جدا تغطيه قبعة شاحبة، مثل صاحبها.بين ذراعي،كلب صغير جدا(كلب السيد باسكال،زوج سوزي)،مرح جدا يشده وثاق.تظهرني الصورة وحيدا، بغض النظر عن الكلب الصغير:لا شخص يوجد في تلك المسالك المقفرة.سيقال بأنها عزلة لايمكنها أن تدل بالمطلق على أي شيء، مادام السيد باسكال انتظر حتى يختفي الأشخاص المتجولين.لكن واقع الحال،يؤكد :ربما هذه العزلة المتوخاة من طرف ملتقط الصورة، ضمت داخل تذكري، حقيقة بجانب خيال عزلتي وكذا ضعفي.

وحيدا بالمطلق في الجزائر،مثلما سأكون وحيدا لمدة طويلة في مارسيليا وليون،وبعد ذلك وحيدا بشكل فظيع بعد موت إيلين.لم يكن لي أي رفيق حقيقي ألعب معه،حتى ضمن جماعة الأطفال الذين كنت أقترب منهم تحت الرقابة في ساحة المدرسة خلال فترة الاستراحة،عربا،فرنسيين،إسبانيين،لبنانيين،ضدا على رغبة أمي التي اتجهت رغبتها إلى تحاشي كل اختلاط مريب،بمعنى ميكروبات وإجراءات وحده الله يعلم مكانها !أقول جيدا لارفيق،أو بالأحرى مجرد صديق. ثم استمر الوضع نفسه،بعد انتقالي من مدرسة القرية،إلى مستوى الصف السادس بثانوية ليوطي بالجزائر، فلا وجود لأي رفيق، حتى خلال   فترات   الاستراحة.الأفظع،أحتفظ حقيقة بذكرى أطفال أثرياء وقحين تماما،متعجرفين،محتقرين ومتهكمين،يرفضون النظر إلي أو التكلم معي،وسيارات رياضية رائعة تنتظرهم عند باب المدرسة،سائق على المقود(ثم صحبة رائعة ضمن معطيات أشياء أخرى).هكذا بقيت الرفقة الوحيدة داخل العائلة،أمي التي لاتصمت وأبي الرجل الصامت.ماتبقى تتوزعه وجبات الأكل،أوقات النوم،الواجبات المدرسية في الفصل ثم في البيت :بكل امتثال.  

كنت في المدرسة الابتدائية تلميذا نموذجيا،محبوبا من طرف أساتذتي.لكن في الصف السادس،بثانوية الجزائر،تراجعت قدراتي بل أصبح مستواي ضعيفا تماما،رغم مجهوداتي.  ثم خلال حقبتي مارسيليا(1936- 1939)،وليون(1936 -1939،فترة المدرسة العليا للأساتذة شارع ''أولم'')،صرت الأول في الصف الدراسي.إبان فترة مارسيليا وبوازع من أمي انتميت إلى الكشافة الفرنسية وطبعا أصبحت رئيس فرقة،محترما تحت أنظار قسيس منتبه جدا كي يراعي استقامتي:لقد جعلني أشعر حقا بالذنب مما دفعني كي أنهض بأول مسؤولية أصادفها.كنت إذن عاقلا جدا،في غاية الشفافية،مثلما تتمنى أمي.يمكنني تأكيد ذلك دون المجازفة بالخطأ :نعم،هكذا حققت– وكم اقتضى ذلك من الوقت !غاية تسع وعشرين سنة !-رغبة أمي :النقاء المطلق. 

نعم،أنجزت ما أرادته أمي ورغبت فيه أزليا(اللاوعي أزلي)لشخصية لوي الآخر وقد فعلت ذلك من أجل إغوائها :الحكمة، النقاء، الفضيلة، العقل الخالص، التسامي عن الجسد، النجاح المدرسي،ثم أتوج مختلف ذلك بمسار ''أدبي''(فضَّل أبي البوليتيكنيك،عرفت ذلك فيما بعد،مادام أنه لم يفصح قط عن رغباته)،وسيكتمل سياق المهمة على الوجه الأكمل،بالانتساب إلى المدرسة العليا للأساتذة،ليست تلك المتواجدة في سانت-كلو،التي مر منها عمي لوي،بل مدرسة شارع'' أولم'' .وأخيرا أصبحت المفكر المعروف،الرافض بشدة "تلويث سمعته"من طرف وسائل الإعلام(أيها النقاء !)،واسمي دونته الصفحات الأولى لبعض الكتب التي ستقرؤها أمي بفخر،فيلسوف مشهور.

هل استطعت حقا إغواء أمي؟نعم و لا.نعم، لأنها اكتشفت معي تحقيقا لرغبتها، كانت سعيدة بي،ومفتخرة جدا.ثم لا،مادام هذا الإغواء أشعرني دائما بأني لست أنا،غير موجود حقا،بل فقط  عبر وبناء على المظاهر الزائفة،تحديدا خدع الإغواء أحاطت بها تجليات مضلِّلَة(من الخديعة إلى التضليل فالمسافة قصيرة)،بالتالي عجزت حقا عن استمالة أمي،لكن فقط أغويتها بتكلف وخداع.

خدع :فقد كانت لدي رغباتي،أو إذا أردت التبسيط غاية أقصى حد، رغباتي الخاصة : إذن الواقع المستحيل.الرغبة في أن أعيش حسب نزوعات ذاتي،والانضمام  إلى الأطفال الصغار حين لعبهم الكرة في تلك المساحة المترامية الأطراف،والاختلاط بالصغار الفرنسيين والعرب داخل المدرسة الابتدائية،واللهو داخل المنتزهات والغابات مع صغار التقيتهم،ذكورا وإناثا،بحيث منعتني أمي دائما من الالتقاء بهم،والمبرر أننا لانعرف آباءهم،رغم تواجدهم  على مسافة خطوتين،أو يجلسون على نفس المقعد :غير وارد بتاتا الاقتراب منهم،ولاأعرف بالضبط من بوسعي التحدث معه!!مهما حاولت النفور من ذاتي:أقتفي دائما نفس المسلك. أتواجد فقط من خلال رغبة أمي،وليس أبدا برغبتي الشخصية،تطلع يتعذر بلوغه.

أيضا ذكرى لازالت حية.كنت صحبة أمي وأختي في غابة بولونيا،بالقرب من شجرة الصبار ذات شوك ضخم(أيضا شكل يجسد بالنسبة لدي صورة الخازوق).أتت سيدة رفقة طفلين :ولد وبنت.لاأعرف كيف خضعت أمي،هكذا شرعنا نلعب.ليس طويلا !لاأعرف ماالذي أصابني،حينما وجهت صفعة إلى وجه الفتاة الصغيرة وقلت لها :''أنتِ مجرد فطيرة فخذ !" ( سبق أن قرأت هذه الكلمة التي بدت ثقيلة المعنى في كتاب،دون أن أعرف طبيعة دلالتها الحقيقية).أستعيد ردة فعل أمي : أخذتني فورا بعيدا عن الطفلين وكذا أمهما دون نبس بكلمة واحدة.إذن،فعل عنيف آخر مفاجئ يصدر عني،كما حدث سابقا في ساحة المدرسة.لكن هذه المرة انصب على فتاة صغيرة.أتذكر بأني لم أشعر بالخجل ولا رغبة في إصلاح الأمر.شكل دائما هذا السياق فوزا ! .

كنت ممزقا،لكن دون طعن في رغبة أمي وكذا تمزقي.أقوم بكل ماتريده،أساعد أختي على عبور الأزقة،الخطيرة جدا،ماسكا يدها بحزم،ثم أشتري خلال طريق عودتي من المدرسة قطعتين صغيرتين من خبز الكراوسون بالشوكولاتة،بالضبط حسب مقدار المبلغ الذي منحته إلي،فلم أتوفر على مصروف جيب خاص غاية سن الثامنة عشر،بدعوى إمكانية أن أتعرض للسرقة أو أيضا لانضمن إمكانية شراء هذا الطفل لشيء مضر أو  لاطائل من ورائه :حس اقتصادي إلى أبعد حد يجمع بين الخوف من تسمم غذائي و السرقة.أنجز بتعقل واجباتي المدرسية في البيت وأنتظر وجبات الأكل.فرصة الخروج الوحيدة،تلك التي أتاحت لي بعد ذلك في الجزائر، الذهاب ممسكا بيد أختي، غاية منزل الثنائي الواهن، النحيف،المفصول عن جسده،لكنه ثنائي يُلْهم،لايتألف من زوج وزوجة،بل من أخ وأخته (مثلنا) عازبين مقترنين مدى الحياة،منحتهما أمي جراء طهرهما الجلي ثقتها المطلقة :أختي للعزف على البيانو،وأنا على الكمان،كي نتمكن بعد ذلك بدورنا تشكيل ثنائي موسيقي.لم يكن في مقدوري فعل أي شيء رفضا لهذه القيود.وكيف سيتأتى لي الأمر،قياسا لوضعيتي تلك؟مما أحدث لدي بغضا راسخا نحو الموسيقى،تكرس فيما بعد جراء الالتزام الأسبوعي،مصدره أمي(قط لم يحضر أبي)بحفلات كلاسيكية في مارسيليا !لكن للاطمئنان :أعزف الآن البيانو تحقيقا لسعادتي الغامرة(أرتجل،لأني لاأملك المهارة الكافية، سنرى فيما بعد حيثيات ذلك).نعم،ماذا بوسعي القيام به ضد مختلف الاكراهات سواء الموسيقية وغيرها؟ لم يكن لدي أي ملاذ آخر في الخارج،بل أساسا لاملاذ في الداخل،حينما يتعلق الأمر بأبي.الأصدقاء الوحيدون الذين تعرفت عليهم،تبقى عيِّنة أصدقاء نادرين اكتشفتهم من خلال أبي.تحديدا،واحدا :السيد باسكال،زميله في المكتب،يشتغل تحت إمرته، صاحب شَعْر قليل ناعم، يشبه بطيخة صفراء،بلا إرادة أمام زوجته، سوزي،النزقة.

خلال إحدى السنوات أصيبت أختي بداء الجدري(هذه الصبية باستمرار مريضة) ، وتجنبا للعدوى،طلبت أمي،مرة أخرى،من باسكال استضافتي عندهما.أعلم إذن طبيعة الوكر الدافئ لهذا الثنائي الذي يعيش بدون أطفال وكذا عاداته المستهجنة،ثم بهاء سوزي،تلك المرأة الشهوانية،المنكشفة باستمرار أثداؤها،وسلطتها المتحمسة،وكذا رتابة سلوك السيد باسكال،المتعقب لخطوات زوجته في جميع الاتجاهات على طريقة مايفعله بكلبه الصغير  حينما يجره خلفه بوثاق في الحديقة الكبيرة للمنتزه.فوق سريري يحضرني دائما الكابوس نفسه :يخرج ببطء حيوان ضخم،من أعلى الدولاب،ثعبان طويل بدون رأس (خصي؟)،يتربص بي جسم ضخم يماثل دودة أرض.أستيقظ صارخا ،تسرع نحوي سوزي،ثم تضمني طويلا على صدرها الممتلئ.يشعرني ذلك بالطمأنينة. 

 ذات صباح،استيقظت متأخرا.وفهمت بأن السيد باسكال غادر إلى العمل.نهضت،ثم بدأت أخطو خطوات باحتراس. سمعت خلف باب المطبخ،صوت حركات مصدرها سوزي وقد انشغلت إما بتحضير القهوة أو غسل الأواني؟لاأعرف كيف تبيَّنت،بأنها كانت عارية داخل المطبخ.حرضتني رغبة لاتقاوم ،كي أقف على تفاصيل المشهد؟مع ضمان عدم اقتراف أية مجازفة،لذلك فتحتُ الباب وشرعتُ أتلصص على سوزي لمدة طويلة :أبدا لم يسبق أن تملّيت جسد امرأة عارية،الأثداء،البطن،شَعْرها الكثيف وكذا ردفيها الفاتنين !سحر الفاكهة المحظورة(كنت أبلغ سن العاشرة)؟البهاء الشهواني لمكوناتها البارزة؟تمتعتُ طويلا بلذتي.فجأة لمحتني، لكن بعيدا على أن تزمجر في وجهي،جذبتني نحوها وشرعت تقبلني طويلا وأنا ملتصق بين ثدييها وكذا فخديها الساخنين.فيما بعد،لم نتطرق ثانية إلى تلك الواقعة.لكني لم أنس قط لحظة الالتحام القوية تلك والاستثنائية.

خلال السنة الموالية،أصيبت أختي مرة أخرى بداء الحمى القرمزية(باستمرار مريضة)،وفي محاولة جديدة بادرت أمي تجنبا للعدوى،كي ترسلني إلى والديها،القابعين في متنزه مورفان،مسقط رأسهما.                                                             

                                         

المصدر:

 

Louis Althusser : L' avenir dure longtemps ;Stock /IMEC ;1992.PP :35- 49. 

http://saidboukhlet.comHYPERLINK "http://saidboukhlet.com/"/

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق