الاثنين، 30 يونيو 2014

اللَّحظة الشِّعرية واللَّحظة الميتافيزيائية : غاستون باشلار

ترجمةسلام ميخائيل عيد


غاستون باشلار 



الشِّعر هو ميتافيزياء لحظية. يجب أن يعطي، في قصيدة قصيرة، رؤيةً للعالم وسِرَّ نفسٍ وكائن وأشياء – الكل دفعةً واحدة. وإذا كان يتبع، في بساطة، زمن الحياة، فهو أقل من الحياة، ولا يمكن له أن يكون أكثر من الحياة إلا بتثبيت الحياة، إلا بأن يحيا، في مكانه، ديالكتيك الأفراح والمكابدات. إنه، إذًا، مبدأ تزامُن ماهوي، حيث يفوز الكائنُ الأكثرُ تفكُّكًا والأكثر تشتُّتًا بوحدته.

وفي حين تنحصر جميعُ التجارب الميتافيزيائية الأخرى في مقدِّمات لا تنتهي، يرفض الشعرُ التمهيدات والمبادئ والمناهج والبراهين. إنه يرفض الشكَّ. إنه، على الأكثر، في حاجة إلى استهلال صمت. في بداية الأمر، إذ يدق على كلمات جوفاء، يُصمِتُ النثرَ والدندناتِ التي قد تترك في نفس القارئ استمراريةَ فكرة أو تمتمة. ومن ثمَّ، وبعد الرنَّات الفارغة، ينتج لحظتَه. وكي يبني الشاعر لحظةً مركَّبة، كي يَعْقِدَ في هذه اللحظة تزامناتٍ عديدة، فإنه يقوِّض استمرارية الزمن المقُيَّد البسيطة.

نستطيع إذًا أن نجد، في كلِّ قصيدة حقيقية، عناصرَ زمنٍ مُوقَفٍ، زمن لا يتبع القياس، زمن سنسمِّيه عموديًّا كي نميِّزه عن الزمن العام، الذي يتسرَّب أفقيًّا مع ماء النهر، مع الهواء الذي يهب. وفي ذلك مفارقةٌ يجب إعلانُها في وضوح: ففي حين يكون زمنُ العَروض أفقيًّا، فإن زمن الشعر عمودي. إذ لا تنظم العَروض سوى رنَّات متتابعة، وتضبط إيقاعات، وتدير حماسات وانفعالات، غالبًا في غير محلِّها – للأسف. وإذا تقبل العَروضُ نتائجَ اللحظة الشعرية، تسمح باللحاق بالنثر، بالفكر المشروح، وبمشاعر الحبِّ المُختَبَرة، بالحياة الاجتماعية، بالحياة الجارية، بالحياة الزالقة، الخطِّية، المستمرة. لكن ليست جميع القواعد العَروضية سوى وسائل، وسائل قديمة. والهدف هو العمودية، العمق أو الارتفاع؛ إنه اللحظة المُرسَّخة، حيث تُبرهِن التزامنات، إذ تنتظم، على أن للَّحظة الشعرية منظورًا ميتافيزيائيًّا.

إذًا، فاللحظة الشعرية هي، بالضرورة، مُركَّبة: إنها تحرِّك الشعور، تبرهن، – تدعو، تواسي، – إنها مذهلة واعتيادية. اللحظة الشعرية هي، جوهريًّا، علاقة ضدَّين متناسقة: ثمة بعضٌ من العقل دائمًا في لحظة الشاعر المشبوبة عاطفةً، ويبقى دائمًا قليلٌ من الشغف في الرفض المُحاكَم عقليًّا. وتروق الطِّباقات المتتابعة للشاعر مسبقًا. ولكن لأجل الافتتان، لأجل النشوة، على الطِّباقات أن تندغم في تَناقُض وجداني. حينئذٍ تنبثق اللحظة الشعرية... اللحظة الشعرية هي، على الأقل، وعي تَناقُض وجداني. لكنَّها أكثر من ذلك، لأنها تَناقُضٌ وجداني مُحرَّض، نشيط، دينامي. وتُجبِر اللحظةُ الشعرية الكائنَ على أن يغلي أو أن ينقص القيمة. يصعد الكائن أو ينزل، في اللحظة الشعرية، من غير أن يقبل زمنَ العالم الذي قد يُعيد التناقض الوجداني إلى الطِّباق وإلى المتزامن المُتتابع.

وسنتحقَّق في سهولة من علاقة الطِّباق والتناقض الوجداني هذه إذا أردنا أن نتواصل مع الشاعر الذي يحيا، بداهةً، في لحظة واحدة، حدَّي طِباقاته. لا يسمَّى الحدُّ الثاني بالأول. وُلِدَ الحدَّان معًا. وسنجد، مذ ذاك، اللحظاتِ الشعريةَ الحقيقيةَ لقصيدة في جميع النقاط التي يستطيع القلبُ الإنساني أن يعكس الطِّباقات فيها. وبمزيد من الحدس، ينكشف التناقُضُ الوجداني المعقود جيدًا من خلال طابعه الزمني. بدلاً من الزمن الفحل والمقدام الذي ينقضُّ ويُحطِّم، بدلاً من الزمن العذب والمُذعِن الذي يتحسَّر ويبكي، هي ذي اللحظة الخنثى. إن اللغز الشعري هو خنثوية.

II

لكن هل تبقى تعدديةُ الأحداث المتعارضة هذه، المحبوسة في لحظة واحدة، مِنَ الزمن؟ وهل هو من الزمن، هذا المنظور العمودي كلُّه الذي يحيد عن اللحظة الشعرية؟ نعم، لأن التزامنات المُكدَّسة هي تزامُنات مُنظَّمة. إنها تعطي اللحظة بُعدًا إذ تعطيها نظامًا داخليًّا. والحالة هذه، يكون الزمنُ نظامًا، ولا شيء آخر. وكلُّ نظام هو زمن. إن نظام التناقضات الوجدانية في اللحظة هو، إذًا، زمن. إن هذا الزمن العمودي هو الذي يكتشفه الشاعرُ عندما يرفض الزمنَ الأفقي، أي صيرورة الآخرين، صيرورة الحياة، صيرورة العالم. وتلك هي أنظمة التجارب المتتابعة الثلاثة التي يجب أن تفكَّ الكائن المُقيَّد في الزمن الأفقي:

1. الاعتياد على عدم إسناد زمنه الخاص إلى زمن الآخرين – أي تحطيم الأُطُر الاجتماعية للمدَّة!
2. الاعتياد على عدم إسناد زمنه الخاص إلى زمن الأشياء – أي تحطيم أُطُر المدة الظاهراتية.
3. الاعتياد – وهو تمرين قاس – على عدم إسناد زمنه الخاص إلى زمن الحياة – ألا يعود يعرف إذا كان القلبُ يخفق، إذا كان الفرحُ ينمو – أي تحطيم أُطُر المدَّة الحيوية.

نبلغ هنا، والحالة هذه، الإسناد المُتواقِت الذاتي، إلى مركز الذات، من غير حياة محيطية. وفجأة تندثر الأفقية المُسطَّحة، ولا يعود الزمنُ يجري، بل ينبثق.

III

وللإمساك بهذه اللحظة الشعرية المُرسَّخة، أو بالأحرى لاستعادتها، ثمة شعراء، مثل مالارميه، يُخاشِنون الزمنَ الأفقي مباشرة، ويعكسون النَّحْوَ، ويوقفون نتائج اللحظة الشعرية أو يحرفونها. وتضع العَروض المعقدَّة حصًى في الجدول كي تُدمِّر الأمواجُ الصورَ الباطلة، وكي تُحطِّم الدواماتُ الانعكاساتِ. ونختبر، غالبًا، إذ نقرأ مالارميه، انطباعَ زمن ارتجاعي يأتي ليُنجِز لحظاتٍ تامة. إننا، والحالة هذه، نحيا، متأخرين، اللحظاتِ التي كان سيتحتَّم علينا أن نحياها: إحساس غريب جدًّا، حتى إنه ليس من نوع أيِّ تحسُّر، أيِّ ندم، أيِّ حنين. إنه مصنوع، في بساطة، من زمن مشغولٍ، يعرف أحيانًا كيف يصنع الصدى قبل الصوت والرفضَ في الإذعان.
إن شعراء آخرين، أكثر توفيقًا، يأخذون، طبيعيًّا، اللحظة المُرسَّخة. وكالصينيين، يرى بودلير الساعةَ في أعين القطط، الساعةَ غير المحسوسة، حيث يكون الشغف كاملاً جدًّا، حتى إنه يأنف من أن يكتمل:

أرى دائمًا، في عمق عينيها، الساعةَ في وضوح، دائمًا هي نفسها، ساعة رحبة، احتفالية، كبيرة كالفضاء، من غير تقسيمات دقائق ولا ثوان – ساعة ثابتة غير مرسومة على الميقاتيَّات..
ولدى الشعراء الذين يحقِّقون، هكذا، اللحظة في يُسْر، لا تجري القصيدة. إنها تنعقد، تنسج نفسها من عقد إلى عقد. ولا تتمُّ دراماهم. وشرُّهم زهرةٌ هادئةٌ...

في حالة توازُن قرابة منتصف الليل، ومن غير انتظار أيِّ شيء من نفس الساعات، يتخفَّف الشاعر من كلِّ حياة عديمة الجدوى، ويُحِسُّ التعارض الوجداني المُجرَّد للوجود والعدم. ويرى في الظلمات ضوءه الخاص رؤيةً أفضل، وتحمل له الوحدةُ الفكرَ المتوحِّد، فكرًا من غير لهو، فكرًا يرتفع، يهدأ، إذ يتحمَّس في نقاء.

ويرتفع الزمن العمودي، ويضمحل أيضًا، أحيانًا، ولا يعود منتصف الليل يدق أفقيًّا أبدًا، لمن يعرف كيف يقرأ "الغراب":
يدق في النفس إذ تنزل، إذ تنزل... نادرة هي الليلات التي تكون لي الشجاعة فيها كي أمضي نحو العمق، حتى الدقة الثانية عشرة، حتى الجرح الثاني عشر، حتى الذكرى الثانية عشرة... حينئذٍ أعود إلى الزمن المُسطَّح، أكبَّل، أعيد تكبيل نفسي، وأعود إلى الأحياء، في الحياة. كي نحيا، يجب دائمًا أن نخون أطيافًا.

فعلى الزمن العمودي – إذ ننزل – تتطبَّق المشاقُّ الأسوأ، المشاقُّ التي من غير سببية زمنية، المشاقُّ الحادة التي تجتاز القلب مجانًا، من غير أن تضعف أبدًا. وعلى الزمن العمودي – إذ نصعد من جديد – تتوطد المواساة من غير أمل، هذه المواساة الغريبة المواطنة الأصليَّة، من غير حامٍ. وفي اختصار، إن كلَّ ما يفصلنا عن العلَّة والمعلول، كلَّ ما ينفي التاريخ الخاصَّ والرغبة ذاتَها، كلَّ ما ينقض قيمة الماضي والمستقبل في آنٍ واحد، يوجد في اللحظة الشعرية.

هل نريد دراسة نبذة صغيرة من الزمن الشعري العمودي؟ فلنأخذ لحظة "التحسر الباسم" الشعرية، في الوقت الذي ينام الليل فيه ويُرسِّخ الظلمات، وحيث تكاد الساعات ألا تتنفس، وحيث الوحدة، وحدها، هي، مسبقًا، ندم! ويكاد قطبا التحسر الباسم المتعارضان وجدانيًّا يتلامسان. إن أقل اهتزاز يستبدل أحدهما بالآخر. فالتحسر الباسم هو، إذًا، واحد من التعارضات الوجدانية لقلب حسَّاس. والحالة هذه، فإنه يتطور، بداهةً، في زمن عمودي، بما أن أيًّا من الآنين – الابتسامة أو التحسر – ليس سابقًا. إن الشعور هنا قابِلٌ لأن يُعكَس؛ أو، كي نعبِّر تعبيرًا أفضل، إن معكوسية الكائن هنا مصنوعة عاطفية: تتحسَّر الابتسامةُ ويبتسم التحسُّر، ويواسي التحسر. وليس أيُّ من الأزمنة المُعبَّر عنها على التعاقب سببًا للآخر. ذلك، إذًا، الدليل على أنها معبَّر عنها تعبيرًا سيئًا في الزمن المتتابع، في الزمن الأفقي. لكن ثمة، بعد كلِّ حساب، صيرورة من الواحد إلى الآخر، صيرورة لا نستطيع أن نختبرها إلا عموديًّا، إذ نصعد، مع الانطباع بأن التحسر يتخفف، وبأن النفس ترتفع، وبأن الطيف يسامح. عندئذ تزهر التعاسة حتمًا. وهكذا فإن ميتافيزيائيًّا حسَّاسًا سيجد في التحسر الباسم الجمالَ الصوريَّ للتعاسة، وتبعًا للسببية الصورية، سيفهم قيمةً تطوِّق المادة، حيث تعرف اللحظةُ الشعريةُ نفسها. وهذا دليل جديد على أن السببية الصورية تجري داخل اللحظة، باتجاه زمن عمودي، في حين أن السببية الفاعلة تجري في الحياة وفي الأشياء، أفقيًّا، بأن تُجمَع اللحظاتُ ذوات الشدَّات المتنوعة.
وطبيعيًّا، في منظور اللحظة، نستطيع أن نختبر تناقضات وجدانية على مدى أبعد:

حين كنت طفلاً، أحسستُ في قلبي إحساسين متعارضين: رعبًا من الحياة ونشوة بالحياة..

إن اللحظات التي تبتلي هذه الأحاسيسُ بعضها بعضًا فيها تثبِّت الزمن، لأنها تبتلي بعضها بعضًا، يربطها الاهتمامُ المغري بالحياة. تخطف الكائنَ خارج المدة المشتركة. ولا يستطيع مثل هذا التعارض الوجداني أن يقدِّم نفسَه في أزمنة متتابعة ككشف مألوف بالأفراح والمكابدات العابرة. إن أضدادًا حية بهذا المقدار، أساسيةً بهذا المقدار، تنمى إلى ميتافيزياء آنية. نحيا اهتزازَها في لحظة واحدة، من خلال نشوات وسقطات تستطيع حتى أن تكون متعارضة مع الأحداث: ويأتي النفور من الحياة لينتابنا في المتعة، حتمًا، كما ينتابنا الإباءُ في التعاسة. إن الأمزجة الدورية التي، إذ تتبع القمر، تبسط على المدة المستعمَلة عادة حالاتٍ متناقضة، لا تمثل غير صور ساخرة للتعارض الوجداني الأساسي. وحدها بسيكولوجيا معمَّقة للَّحظة تستطيع أن تعطينا الرسوم الخيالية الضرورية لفهم الدراما الشعرية الماهوية.

IV

ومن المدهش، من جهة أخرى، أن يكون أحد الشعراء الذين أدركوا، الإدراك الأقوى، لحظاتِ الكائن الحاسمة هو شاعر المُطابقات. وليست المطابقات البودليرية، كما نعرضها في أغلب الأحيان، نقلاً بسيطًا قد يعطي نظام مقايسات حسِّية. إنها مجموع الكائن الحسَّاس في لحظة وحيدة. ولكن التزامنات الحساسة التي تجمع العطور والألوان والأصوات لا تقوم إلا بإثارة تزامنات أبعد وأعمق. في وحدتَي الليل والضوء هاتين تجد نفسَها أبديةُ الخير والشر المزدوجة. إن ما هو "رحب" في الليل وفي الوضوح يجب، من جهة أخرى، ألا يوحي لنا برؤية مكانية. ليس الليل والضوء مستحضَرين لأجل اتساعهما، لأجل لانهايتهما، وإنما من أجل وحدتهما. ليس الليل مكانًا؛ إنه نذير أبدية:

إن الليل والضوء هما لحظتان ثابتتان، لحظتان سوداوان أو مضيئتان، حزينتان أو فَرِحَتان، سوداوان ومضيئتان، حزينتان وفَرِحَتان.

أبدًا لم تكن اللحظة الشعرية أكمل مما هي عليه في بيت الشعر هذا، حيث في الإمكان الجمعُ بين جسامة النهار والليل في الوقت نفسه. وأبدًا لم يُجعَل تعارُض الإحساسات الوجداني ومانوية المبادئ محسوسًا فيزيائيًّا بهذا المقدار.

وإذ نفكر على هذا النحو، سنصل فجأة إلى هذه الخلاصة: إن كلَّ سلوك لحظيٌّ. وليس لأمر السلوك المطلق سوى أن يصنع مدة. وهو لا يحتفظ بأية علَّة محسوسة، ولا ينتظر أية نتيجة. يمضي في خطٍّ مستقيم، عموديًّا، في زمن الأشكال والأشخاص. فالشاعر هو، إذًا، دليل طبيعي للميتافيزيائي الذي يرغب في فهم قوى الاتصالات اللَّحظية كلِّها، وحماسة التضحية، من غير أن يترك لازدواجية الذات والموضوع الفلسفية الفظَّة أن تقسمه، ومن غير أن يترك لثنائية الأنانية والواجب أن توقفه. ويُنشِّط الشاعر ديالكتيكيًّا أحذق. ويكشف في الوقت نفسه، في اللحظة ذاتها، عن تضامُن الشكل والشخص. ويثبت أن الشكل هو شخص، وأن الشخص هو شكل. ويصبح الشعر، هكذا، لحظةَ علَّة صورية، لحظة القوة الشخصية. عندئذٍ يهمل ما يحطِّم وما يُفكِّك، ويهمل مدةً تتبعثر أصداء. إنه يبحث عن اللحظة. ليس في حاجة إلا للَّحظة. يخلق اللحظة، وخارج اللحظة، لا يوجد إلا النثر والأغنية. في الزمن العمودي لِلَحظة مثبتة يجد الشعر ديناميَّتَه النوعية. ثمة ديناميَّة صرف للشعر الصرف. إنها تلك التي تنمو عموديًّا في زمن الأشكال والأشخاص.

*** *** ***
ترجمة: سلام ميخائيل عيد

غاستون باشلار (1884 – 1962) واحداً من أهم الفلاسفة الفرنسيين ، وهناك من يقول أنه أعظم فيلسوف ظاهري ، وربما أكثرهم عصرية أيضاً . فقد كرّس جزءاً كبيراً من حياته وعمله لفلسفة العلوم ، وقدّمَ أفكاراً متميزة في مجال الابستمولوجيا حيث تمثل مفاهيمه في العقبة المعرفية والقطيعة المعرفية والجدلية المعرفية والتاريخ التراجعي ، مساهمات لا يمكن تجاوزها بل تركت آثارها واضحة في فلسفة معاصريه ومن جاء بعده .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق