الثلاثاء، 7 مارس 2017

ثلاث قصائد

ثلاث قصائد

للشاعر ةالأسكتلندية: كارول آن دوفي
ترجمة: محمد عيد إبراهيم



نَصّ
أميلُ إلى هاتفي المتحرّكِ  
كطائرٍ جريحٍ.  
نكتبُ نصاً ونصاً ثم نصاً
بكلامنا البليغِ.   
أُعيدُ قراءةَ نصكَ الأولِ،  
والثاني والثالثِ،       
باحثةً عمّا حذفتَ قليلاً،
فأحسّ بالعبثِ.   
ما نرسلُ من شفراتٍ 
يصلُ بعاطفةٍ مكسورةٍ. 
أحاولُ تصوّرَ يديكَ،
في صورةٍ مغبَّشةٍ.  
ولا يضغطُ إبهامي شيئاً 
قد يُسمَعُ يوماً.    



كتابة بيضاء
لم تُدوَّن عهودٌ تزفّكِ لي، 
دوّنتُها بيضاءَ،
بشفتَيّ على شفتيكِ،
خفيفاً بساعاتِ الرخاءِ من سِنِيّ زواجِنا.
لم تُدوَّن صلواتٌ تبارككِ، 
دوّنتُها بيضاءَ،
فروحكَ شعلةٌ،
ساطعةٌ من نافذةِ اسمكِ البِكْرِ. 
لم تُدوَّن شرائعُ تحميكِ،
دوّنتُها بيضاءَ، 
ويدي بيدكِ،
راحةٌ فوقَ راحةٍ، خطُّ الحياةِ هو خطُّ القلبِ.  
لم تُدوَّن قوانينُ تهديكِ،
دوّنتُها بيضاءَ، 
بكلماتٍ على الريحِ، 
اقتفيتُها بعصاً ونحنُ نمشي في الرملِ.  
لم تُدوَّن أنباءُ لتبلُغكِ،
دوّنتُها بيضاءَ، 
زَبَدٌ على موجٍ
ونحنُ نرفعُ جونلاّتِنا بالبحرِ، لنخوضَ، 
نرى خلفَ الغَمامِ الشمسَ الذهبيةَ الأخيرةَ، 
وهي تُحَبّرُ الماءَ في ضوءِ القمرِ.  
لم تُدوَّن قصائدُ في مديحكِ،
أدوّنُها بيضاءَ. 


إلى الحبيب المجهول    
مرعبٌ، أن أُفكّرَ  فيكَ،
أياً مَن تكونُ،     
سَكّينُ المستقبلِ إلى جُرحي، 
فالزَمْ مكانكَ.     
كُن وسيماً جميلاً، 
مذهلاً، وابتعدْ. 
اقرأ شفتَيّ.
لا محالةَ. هل تريدُ؟ 
قلبي القديمُ 
صُرّةٌ خاويةٌ. 
أُذناي لا تُصيخان.   
فلا تتّصلْ، أتريدُ عشاءً، 
سيجعلُ الأمرَ سوءاً.  
نزواتكَ الصغرى؟
وسائلُ تَحَبُّبكَ الأوليّةُ؟
ما يُبديكَ على مبدئكَ؟  
فالتَقِمهُ، اعتَلِهِ، دَلِّهِ  
من على الحائطِ، اقطَعْ تذاكرَ، 
فلن آتي. عُدْ. تِهْ.  
لا تُخادِع. عِش حياتكَ. وتكَتّمْ.
اذكُر ما يلي ـ
فلا قُبلةً، لا حِضناً حَميماً، 
لا رقصةً عاطفيةً، ولا رومانسيةً حقّةً. 
يا أيها المجهولُ. مَن، أنتَ؟ 
لا أراكَ، صغيري.    

...........................
(*) كارول آن دوفيCarol Ann Duffy، مواليد 1955، شاعرة ومسرحية إنجليزية أسكتلندية، كانت شاعرة البلاط عام 2009، نالت جائزة بن بنتر، وجوائز  أخرى. من دواوينها: البلدة الأخرى، سلمون، زوجة العالم، قصائد حبّ. غير  عديد من المختاراتالشعرية.(م)
(*) اللوحة، للفنانة المكسيكية: فريدة كالو



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق