ثلاث قصائد
للشاعر الفرنسيّ: هنري
ميشو
ترجمة: محمد عيد إبراهيم
قدّيس
ودائراً في جسمِيَ
الملعونِ، وصلتُ منطقةً
حيثُ
أجزاءُ من نفسِي نادرةٌ
حقاً،
وحيثُ عليّ أن أعيشَ
كانَ
يستلزمُ أن أُصبحَ
قِدّيساً. لكني،
طَمِحتُ مِن قبلُ إلى
القداسةِ
المرضُ الآنَ
أَسلَمني إليها، فقاومتُ
ولا
أزالُ أقاومُ
ومثلُ
هذا دليلٌ على أنّي
لنْ
أعيشَ.
يُحتمل
عندي،
نعم! لكنهُ
أَسلَمني
إليها،
وهو
ما لا يُحتمل عندي.
اللوحة للشاعر نفسه: ميشو |
تلهية المريض
بينَ حينٍ وآخرَ، حينَ
أُحسُّ
أنّي مُحبَطٌ وأكونُ
أعزلَ أيضاً و
في الفِراشِ، أُبايعُ
نفسِي
بيدِي اليُسرَى. فهي
تنتصبُ
على ساعدِي، تُديرُ نحوي
نفسَها
وتُحيّيني. يدِي اليُسرَى
بقوةٍ واهنةٍ وهي بعيدةٌ
عنّي
نوعاً. كسولةٌ أيضاً. وكي
أقومَ بتحريكِها، عليّ أن
ألويِها
قليلاً. لكن بمجرّدِ أن
تبدأَ،
برغبةٍ طبيعيةٍ تواصلُ
تُسلّيني. فتوجّهُ
حَنياتِ الرُكَبِ و
الاعترافاتِ
إليّ. وقد يتأثّرُ
شَخصٌ ثالثٌ
بها كثيراً.
قيودٌ مقيِّدة
لا تُقلِّب الرأيَ في
أكثرَ مِن شَمعةٍ
وكلّ شيءٍ سيُصبح بخيرٍ،
شمعةٍ من حريرٍ، شمعةٍ
من رِئةٍ دافئةٍ و
مُبقَّعةٍ بالدماءِ.
بإيجازٍ، شمعةٌ.
فدَمِّرْ بوجهٍ وَدودٍ
ومرتاحٍ،
دَمِّرْ، لنقُل كلَّ
شيءٍ، دَمِّرْ.
لا تُقلِّب الرأيَ في
أكثرَ مِن رأسِ
ساريةٍ وكلّ شيءٍ سيُصبح
بخيرٍ.
ساريةٌ بالسماءِ، ساريةٌ
كـ
صَدريّةٍ.
واحدةٌ أنثويّةٌ،
واحدةٌ.
........................
(*) اللوحة، للشاعر نفسه:
ميشو.
(*)
هنري ميشو Henri Michaux، (1899 ـ 1984)،
شاعر فرنسيّ من أصل بلجيكيّ، أحد وجوه
الحركة السوريالية في فرنسا، وكان شاعراً وفناناً تشكيلياً في آنٍ واحد. من
دواوينه: من كنتُ، ممتلكاتي، ثمة طير ، بربريّ في آسيا، ليل يسعى. (م)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق