ثلاث قصائد
للشاعر
الأمريكيّ: بول أوستر
ترجمة: محمد عيد إبراهيم
خفقة
الذي يتسحّبُ
سيدنو منا
عند الجانبِ الآخرِ من النهارِ.
خريفٌ: ورقةُ شجرٍ واحدةٌ،
يأكلُها النورُ: والنظرةُ
الخضراءُ، خضراءُ من فوقِنا.
حينَ لا تتوقّفُ الأرضُ،
سنصبحُ أيضاً النورَ،
حتى لو انطفأَ
النورُ
بهيئةِ ورقةِ شجرٍ.
عينٌ تُحدّقُ
في جوعِ النهارِ.
حيثُ لم نكن
سنكونُ. شجرةٌ،
تُنبتُ جِذرَها فينا
ثم تشرقُ نحو النورِ
من أفواهِنا.
يقفُ النهارُ أمامنا.
ويتبعُنا النهارُ
إلى النهارِ.
الناسخ
الاسمُ
لم يغادر شفتَيه: كانَ يكلّمُ
نفسَه
في جسدٍ آخرَ: لقِيَ ثانيةً
غرفَته
في بابلَ.
كانَ مُسطّراً.
زهرةٌ
تسقطُ من عينهِ
ثم تُزهرُ في فمٍ آخرَ غريبٍ.
سنونو
يُرنّمُ من الجوعِ
وليسَ بمُستطيعٍ تركَ بَيضتهِ.
يخترعُ
اليتيمَ في مِزَقٍ،
سيحضنُ
رايةً صغيرةً سوداءَ
غربلَها الشتاءُ.
هو الربيعُ،
وتحتَ شبّاكهِ
يسمعُ
مئةَ صخرةٍ بيضاءَ
تستحيلُ نباتاتٍ هائجةً.
لذكرى نفسي
فلتكُفّ ببساطةٍ.
كأني سأبدأُ
حيثُ صوتي توقّفَ، نفسي
صوتُ كلمةٍ
لا أستطيعُ الكلامَ.
بكثيرٍ من الصمتِ
سأعودُ إلى الحياةِ
بهذهِ الومضةِ المستغرقةِ، طبلةُ
الكلماتِ القارعةُ
بداخلي، كلماتٌ وفيرةٌ
ضاعَت في العالمِ الرَحْبِ
داخلي، وعليّ أن أعرفَ
على الرغمِ من نفسي
أنني هنا.
كأنه هاهنا العالمُ.
..........................................
(*) Paul Auster: شاعر وروائيّ أمريكيّ،
ولد عام 1947، يمزج بين العبث والوجودية والجريمة والواقعية الفجّة، ويولي المصادفة
دوراً في حياته وأعماله. من دواوينه: كشف، كتابة حائط، شذور من البرد، إزاء
الموسيقى، اختفاءات. من رواياته: ثلاثية نيويورك، قصر القمر، موسيقى المصادفة، تمبكتو، كتاب
التوهّمات، حماقات بروكلين، 4321.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق