ثلاث قصائد
للشاعر
الكوريّ: بيوب غيونج
ترجمة: محمد
عيد إبراهيم
العزلة
مَن يعيشونَ لأنفُسِهم
لا يحسّونَ وحدَهم بالعزلةِ.
لا يهمّ مَن نحنُ،
فإننا نعيشُ حياتَنا
كي نجرَّ حولَنا ظلالَنا،
نستديرُ لقَنصِ أيةِ لمحةٍ،
تُفضي بنا إلى العزلةِ.
من لا يحسّ بالعزلة؛
فهو أبلَهُ مطلقاً.
قد نتعبُ حينَ تغمرنا العزلةُ،
فنحسّ بريحٍ عاتيةٍ
تمسُّ جانبنا حينَ لا نلقَى غيرَنا،
فتطهّرُ العزلةُ روحَ المرءِ وحياتَه.
علينا أن نحسّ، ما بينَ حينٍ وآخرَ،
بحفنةٍ من الجوعِ كالعزلةِ.
خلّ الفرح يلزم حياتك
لازم حياتكَ بالفرَحِ.
في مكانٍ لا فرحَ فيهِ، لا تمدُّ الحياةُ جذراً
لها.
من الخارجِ لا يأتي الفرحُ، كشيءٍ يُجلَب لنا.
انظُر للحياةِ برؤيةٍ إيجابيةٍ
واخلقِ الفرحَ على مزاجكَ.
وأنتَ منغمسٌ في شؤونكَ اليوميةِ الملموسةِ،
تعلّم كيف تستمتع بالسعادةِ والعرفانِ.
النفسُ لا تتجزّأُ، بل
هي النفسُ في كمالِها
لحظةً بلحظةٍ، حيويةٌ مرنةٌ،
مُشرَبةٌ بعافيةِ الحياةِ.
ولدى هذهِ النقطةِ،
وحدَهُ فرحُ الحياةِ يبدأُ الإنباتَ.
كم أحببتُ؟
قالَ ألبير كامي
"بعدَ وصولنا مغربَ الحياةِ،
نتلَقّى حُكماً قائماً على
قياسِ كَم أحببنا الآخرينَ".
أُسعِدُ الآخرينَ،
فتَسعَدُ نفسي.
أعذّبُ الآخرينَ،
فتتألّمُ نفسي.
أملكُ عقلاً حنوناً نحوَ الآخرينَ،
لا أُسبّبُ سعادةً ببساطةٍ للآخرينَ،
بل ترشَحُ عليهم سكينتي الداخليةُ.
العاطفةُ تَمَلّكٌ، لكن الحبّ سيّالٌ.
في دواخلنا العواطفُ تستقرُّ،
لكن حتمٌ علينا أن نغذّي الحبّ.
......................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق