السبت، 30 يوليو 2016

قصائد للشاعر الأسباني جارثيا لوركا، ترجمة: عدي الحربش



قصيدةُ الحمامِ الأسود
.....................

من خلالِ غصونِ الغار
رأيت حمامتين داكنتين
الأولى .. الشمس
والأخرى .. القمر
قلت لهما: يا جاراتاي
أين هو قبري؟
في ذيلي، قالت الشمس
في جوفي، قال القمر
وأنا الذي كنت أمشي
والأرض حزامٌ لي
رأيت حينها نسرين من الرخام
وبنتاً عارية
أحدهما كان الآخر
والبنت كانت لا أحد
قلت لهما: أيّها النسرين
أين هو قبري؟
في ذيلي، قالت الشمس
في جوفي، قال القمر
من خلالِ غصونِ الغار
رأيت حمامتين عاريتين
إحداهما كانت الأخرى
وكلتاهما .. لا أحد.


 ***

أغنيةُ شجرةِ البرتقالِ المجدبة
.......................

أيّها الحطاب.
اقطع ظلي
خلصني من العذاب
من رؤيةِ نفسي دونَ ثمر.
.
لماذا وُلِدتُ بين المرايا؟
اليومُ يدورُ من حولي
والليلُ يصنعُ نسخاً مني
في كل النجمات.
.
أريد العيشَ دون رؤية نفسي
وسوف أحلم بأن النملَ
وأن الشوك
صارا أغصاني وطيوري
.
أيّها الحطاب.
اقطع ظلي
خلصني من العذاب
من رؤيةِ نفسي دونَ ثمر.

 ***


قصيدةُ الحضورِ الرهيب
.....................

أريدُ الماءَ محمولاً من مرقدِه.
أريدُ الريحَ متروكةً دون أنهار.
أريد الليلَ مطروحاً بلا عيون
وقلبي دونَ زهرةِ الذهب.
وأريد أن يتحدثَ الثورُ مع الأغصان
وأريد أن تتخلصَ الدودةً من الظلال.
وأريد أن تلمع أسنانُ الجماجم
وأريد أن يتغلغلَ الأصفرُ في الحرير.
أستطيع أن أرى مبارزةَ الليلِ الجريح
متلوياً في نزالِه مع النهار.
أنا أقاوم حلولَ السمِ الأخضر
والأقواس المكسورة حيث يعاني الوقت.
لكن لا تغمرني بنور جسدك العاري
كما لوِ الصبّار الأسود فتحَ الخيزران.
دعنى في حسراتِ الكواكبِ المظلمة
لكن لا تريني خصرك البردان.


*** 


قصيدة الغرام الغير مرتقب
....................

لا أحدَ أحاطَ بسرِ عطرِ
الماجنوليا السوداءِ في رحمِك.
لا أحد علمَ أنكِ عذبتي
طيرَ الغرامِ الطنانِ بين أسنانِك.

.

ألفُ مهرٍ فارسي أسلمَ للنوم
في ساحةِ جبينكِ المضاءةِ بنورِ القمر
عندما كنتُ - عبرَ أربعِ ليالٍ
- أعانقُ خصرَكِ .. عدوَ الثلج.

.

نظرتكِ مابينَ الجصِ والياسمي
كانت غصناً شاحباً من البذور.
فتشتُ في قلبي كي أمنحكِ
الرسائل العاجية المسطرة بـ دوماً

.

دوماً .. دوماً .. يابستانَ لوعتي
جسدكِ يهربُ مني دوماً
الدم في عروقكِ وسط فمي
وفمكِ دونَ نورٍ يرقبُ موتي.

 ***

قصيدة الغرام اليائس
..................

الليل يرفض أن يأتي
كي لا تستطيعين المجيء
ولا أستطيع القدوم.
.
لكن سوف آتي
رغم أن عقرب الشمس ينهش وسط صدغي.
.
لكن سوف تجيئين
بلسانٍ ألهبته قطرات المطر المالح.
.
النهار يرفض أن يأتي
كي لا تستطيعين المجيء
ولا أستطيع القدوم.
.
لكن سوف آتي
رامياً للضفادع قرنفلي الممضوغ.
.
لكن سوف تجيئين
عبر مجاري الظلمة الطينية.
.
الليل والنهار يرفضان القدوم
كي أموتَ من أجلكِ
وتموتين من أجلي.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : موقع "أدب" الموسوعة العالمية للشعر العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق