سرديات شعرية
محمد علاء الدين عبد
المولى
سوريا (ألمانيا)
خاص بمدونة غاستون باشلار
*
1-
في منحنى النون
في بلد تعرج فيه أسماء المهاجرين
آخذ اسمكِ أتجول به لأحفظ استقامة جسدي
بمحاذاة شجرة السرو الحارسة مدخل الشارع.
أسمع صوتكِ يحفزني على الظهور بمظهر
عازف جوّالٍ
يجمع حوله طيوراً بلا قصدٍ فما معه
حنطة ولا زوادة احتياطية
ليس معه غير اسمك تشمّ الطيورُ رائحة
الينبوع المختزنة فيه
وتستدلّ على حائكِ من تلك الحقول
الصغيرة تختبىء في منحنى نونكِ.
في بلدٍ لا يحملني، أحملكِ عروساً لا
تحملني،
أصنع لكِ الكوكب خلف الكوكبِ
وأخضّ في زجاجةٍ سحرية خلائطَ معانيكِ
أولمُ لعشاقٍ طارئين مائدةً من
(الحنين)
بعد أن ألتهم العشاق جميعهم...
*
2-
أين أقع الليلة؟
يميل بي الصدى نحو الأحصنة التي لا
تتروض بين يديكِ
مرتفع أنا كدعاء عجوز ربما أصابه رمحٌ
قبل الوصول إلى الله
لا ورد معي ولا حلوى لأطفال سأصادفهم
يعطشون حول فستانكِ
لا موسيقى جديدة غير تلك التي رشقتني
بها خاصرتكِ وأنا أغتسل في قدح القمر الأخير
أترقصين معي في الهاوية؟
الهاوية لذيذة أنا جربتها فاسألي
مجرّباً مخرّباً وتلذذي
يا أنوثة الشاعر كيف الليل في قدميكِ؟
هل بدأت الأغنية ببناء الألم من
نهديكِ؟
أم تركتِ ذلكَ الصرحَ المتصدع للسقوط؟
...
يميل بي الصدى
أين أقعُ الليلة؟
25 تموز 2017
3-
يذهبون معي
يذهبون معي ليصنعوا أيامي ويشكّوها في
خيطانٍ
النساجون الذين لا يرتدون ملابس
تذهب معي نحلتكِ
وأثرٌ من عضّة القمر على سرّتكِ
تتمشى الكلمات بصندلٍ أخذك صيفاً إلى
قاراتٍ موحشة
تذهب معي مواقدُ الخبز ورائحة حكايات
جدتك عليها
تذهب معي رغباتُ السنديانة
أحفظ منها ألعابَ مراهقين زعما أنهما
يعشّبان التراب تحتها
وإذ بهما أمام كاهن البحر زفافٌ عاجلٌ
يذهبون معي في داخلي
المهاجرون الذين يدونون في خماراتهم
سيرة قدومكِ من السفينة
ولا يبالغون حين يقولون: إن شاعرةً في
خلخالها أصداف لؤلؤ جاءت
ودعستْ في الوعاء الكبير للعنبِ،
فسكرنا من ضوء اللؤلؤ...
26 تموز 2017
4-
تحولات المركب الحامل
المرأة ترقص في المركب
المياه المحيطة به لا تتحرك.
المياه المحيطة بالمركب تتموّج،
المرأة في المركب ثابتة.
قلبي المحيط بالمرأة والمركب
لا يكفّ عن التقلّب.
المرأة تحبل في المركب،
المياه حول المركب تصبح مرآةً
تقرأ فيها الحامل مستقبل الجنين.
المركب سرير عشق من طرف ثالث
قلبي نطفةٌ إغريقيةٌ
تورث الحكمة والجنون.
المركب غرفة ولادة متحركة
المياه تنغلق حول المركب كأوقيانوس
معتم.
رحمُ المرأة نوطةٌ متكوّرةٌ على
علاماتها الموسيقية
ترقص لها الدلافين
وينام العالم عن استماعها.
قلب الشاعر ـ رحمُ الشاعرةِ
يخفقان في المركب
فوق المياه المجنونة...
3 آب 2017
5-
توزعين الصحو
على القصائد النائمة
ليس الموتُ يمشي في الطريق الذي أسلكه
وأنا ذاهبٌ إلى بدايتكِ
يمشي نشيد طويل بطول ساقيكِ اللتين
تعبتِ على حفّهما بإلماسٍ أسمر
حتى صارا عمودين للموسيقى.
ليس الجفاف أخي حين أنطق باسمكِ
يلدني الوقتُ من انحدارِ الفكرة من
أعلى كتفكِ نحوَ جرّةٍ تندى تحت شجرة السنديان.
ليس الصمتُ سوى حركة أخيرة في تحية
الشجرة
وهي ترتفع لتحاذي قامتكِ وأنتِ تقطفين
بشفتيكِ شهوةَ العنب.
ليس النبيذ سوى مسرى قدمكِ على الأرضِ
وأنا أرقبُ كيف تقدرين في غفوةٍ
نجميّةٍ
أن توزعي الصحوَ على القصائد النائمة.
ليس الشعرُ كتابةً في النعاسِ،
كيف تحصين عدد الأطياف المتشظية من
القمر عبر الزمن؟
عندها سوف يولد الشعرُ كقافلةٍ من
آلهةٍ
تطارد قافلةً من فراديس
تسكنها قافلةٌ من حنين.
12 آب 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق