السبت، 19 أغسطس 2017

اللحظاتُ التي صنعتكَ
بقلم الشاعر العراقي: يحيى الشيخ

ما من مبررات في الحقيقة،
بل حقائق تستبطن حقائق أشد تعقيداً،
ومبرراتنا مقيمة فينا،
إنها بداهة، واختيار، وطريقة في مواجهة العالم.
...
ثمة ضرورات قادتني إلى نفسي،
وأنا راض أو متبرم،
حزين أو ملئ بالفرح.
...
عندما يطول بك الوقت معلقاً في شجرة الحياة،
تنضج كما يتوقع منك أن تنضج،
وتبدو أنك حسمت خياراتك مكرهاً أو راضياً،
لتعبّر عن إلحاح داخلي مثابر،
وأنت تعيش توقعا أن تسقط في غد بطريقة تليق بك،
وليس بأية طريقة أخرى،
تجد أنك بحاجة إلى تلمس عنقك الرهيف المعلق بالغصن،
لتوضح معنى وجودك،
اللحظات التي صنعتك،
والتي ملأتك بقين الحياة،
اللحظات التي هربت منك في عاصفة،
وهي تخضك لتسقطك مثل ثمرة قبل الأوان،
ورحت تطاردها لتسترد توازنك...
أو تلك اللحظات التي يدخل فيها الوجود
عبر مساماتك بصيغة هجوم ومواجهة...
...
ما من امرئ بمنأى عن هذا الاجتياح،
ولا مناص من ذلك الهرب اللذيذ نحو الحياة
حتى لو كنتَ معلقاً في زاوية،
وما من زاوية آمنة خالية من الغموض،
يمكن الركون إليها،
وما أن تبدأ،
حتى تكرر بدايات أخرى،
فيتجدد شكك بالطمأنينة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق