الثلاثاء، 2 مايو 2017

قصيدة: للشاعر السوري آلان إيريد فندي


رُزّةٌ بحجم زُحَل

أنا أرذل إنسانٍ يمكن أن تعذّبه.
يوماً ما سأضحك في قطارٍ،
ستعدو الأشجار من حولي كأفراسِ
نهرٍ عَطٍشة، كشعاعٍ حبيسِ حربٍ،
كلؤلؤةٍ تنتزع نفسها من أذنِ
لابسِها.
يوماً ما قد تنفجر عيوننا سويّةً في ذلك القطار حيث الكلّ
يتكلّم الكاتالونيّة. أنا وأنت انعكاس
أنفسنا على الزجاج الذي يفصلُ
بين الحركة والسكون.
نصيحة آخر وجهٍ لي كانت: يجبُ
أن تبكي, وأن تبقى رجلاً.
بكيت وبكيت وبكيت وبكيت
ولكنّني رجلاً لم أكنْ.
كنتُ جلدَكَ المتفتّت من السياطِ
التي جرفت طرقاً في ثلج صدركَ،
كنتُ لوحةً تعبيريّةً على حائطِ
حلقكَ المخرومِ كـَ ذاكرتكَ
عن أبٍ أحبَّ أن يُطعِمَكَ
حالما سُوِّيَ الأكلُ؛عن قصّة شجرةِ
البُطْمِ التي قرأتَهَا في الإعداديّة وكانت
رمزاً لبقاء أحدهم ولاكتئابِ آخرَ.
مرّةً ما، أسودَ اللّونٍ سأزور قبرَ
أمّيْ، أسودَ كـَ قلبها الفحمِ الذي
مات من حبّها البياضَ
مع أنّي لم أكن يوماً أبيضَ.

***
الامرأة اللاكَنْدونيّة تُريني رقعةَ
جلدٍ عليها رسمٌ لما تدعوه "رباً"،
تقولُ أنّه يستطيع الطيرانَ
والسباحةَ في الوحل أيضاً.
فأقول: أعلنتُهُ...
تقول إنه قد يزورني يوماً ويدفعُ
في فمي حبّةَ رزٍّ بحجم زُحَلَ، وأنّه
قد يعلّمني الحسابَ وأسماءَ الشجرْ.
فأقولُ: أُحبّهُ.


*الشعب اللاكندونيّ (the Lacandon people): أحد شعوب المايا. يصل تعداد أفرادهم إلى نحو ال1000.
___________________________________________________________
نبذة: آلان إيريد فندي كاتب ومترجم من سوريا، يكتب باللغتين العربية والإنكليزية،ويعمل حالياً كمدرّس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق