الأربعاء، 1 يونيو 2016

مفارقة المحامي

[أيهما يكسب الدعوي، الأستاذ أم الطالب ؟]


Protagoras
" لقد وافق بروتاغُوراس[1] علي أنْ يعلمَ الُحقوقَ لأحد طلبته، أثلُوس[2] وهو طالب فقير، ولكن بشرط أن يدفعَ له أتعابَه بمُجرد كسْبه لأُولي دعوَاهْ. 
ولكن أثلوس [ بعد انتهاء دراساته ]، اتجه إلي مُمارسة السياسة، ولم يكن يوماً مُحامياً. ومع ذلك، طالبه بروتاغوراس، بأن يقضي دُيونه، فاستحضره أمام المحاكم. 
وقرر بأنه في حالة ما إذا خسر تلميذه دعواه، لزمه الطاعة، وتعويض الدين. وبأنه في حالة إذا كسبها، يكون قد فاز في قضيته الأولي، ومن ثمة، يكون حسب الاتفاق المبرم، مطالبا بتسوية الدين. 
وتقرر لدي أثلوس بمثل هذا الإفحام، أنه في حالة ما إذا كسب الدعوي، تكون المحكمة قد فصلت لصالحه، ومن ثمة، لم يكن مُلزما بدفع أي شيء. وإن هو خسرها، لم يكن قد كسب أولي دعواه، ومن ثمة، لا يلزمه شيء".
                                               من مفارقات بروتاغوراس،
ــــــــــــــــــــــــ
[1] Protagoras : أحد السفسطائين، عاش 485و410 ق.م، كان يعلم قواعد النجاح في السياسة وكيف يكسب خصمه بكل الوسائل، باللعب بالالفاظ، بالاستعارات الجذابة، بخداع المنطق وتمويه الحقيقة، اشتهر بعبارته: "الإنسان مقياسُ كل شيء". أخرج كتابا في الآلهة . (انظر، أحمد أمين وزكي نجيب محمود، قصة الفلسفة اليونانية، ط.4، لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1377هـ/ 1958، ص 94: 108).
[2] Euathlus : أحد الطلبة الذي لم تكن تهمه مهنة المحاماة.

(المرجع): نصوص فلسفية مختارة، السنة 2 ثانوي، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وزارة التربية والتعليم، 2008.

هناك 4 تعليقات: