ترجمة الباحث المغربي : سعيد بوخليط
لا يمكن أن
ندرك أي تقدير لغاستون باشلار دون فهم تداخل حياته الجامعية بالشخصية، وكذا
علاقاته مع تلامذته. لأن غاستون
باشلار ، وفوق كونه فيلسوفا وشاعرا وكاتبا،
كان أيضا مربيا. وقد عُرف بالأساس عند كل الذين اقتربوا منه بمروءته وإنسانيته.
السيد باشلار
! من المؤكد بالنسبة لي أنه لا الفيلسوف ولا رجل العلم ولا عضو المعهد ولا حتى
الشاعر: إنه "شخص"، إنسان مذهل يبدو بأنه أدرك، أن يكون أنتم ونفسه
والأشياء، رجل كبير وكريم وطيب، عشق الحياة والناس والماء والهواء وكل شيء... . ثم يظهر بأنه قال "شكرا".
كنت أشاهده في
هذا الرواق على امتداد سنوات، يتجه صوبي ويأخذني معه إلى مكتبه، يتحدث للحظات قبل
أن يذهب إلى القاعة (C) حيث ينتظره هناك بلهفة
وسعادة العشرات والعشرات من الطلبة. يدخل وهو يرتدي بشكل دائم لباسه الرسمي
الأسود، رشيق وحيوي. وجهه: عينان سوداوتان تتوقدان ذكاء، لحية وشعر ببياض الثلج.
ويدان تعيشان وتفكران بالنظرة والإبتسامة في كل الوجود. طلبته يعرفونه، فلا
ينادونه إلا باسمه الشخصي. يحبونه، ويرتبط بسرعة مع أولئك الذين يشتغلون ولو لقليل
معه، سواء كانوا يهيؤون ديبلومات أو غير ذلك. كان يريد أن يعرف عنهم كل شيء، ولا
يتحمل خاصة رؤيتهم وهم يعانون.
كان السيد باشلار طيبا قبل كل شيء، والناس الطيبون إلى حد أن يجدوا كل شيء
طيب في هذا العالم ليسوا متوفرين، لم أعرف إلا البعض منهم حيث يتم التصالح مع
الحياة.
شكرا لك أيها السيد باشلار ، بسببك كُنتُ شيئا ما أكثر سعادة. وبفضلك، تعلم
كثير من الشباب شيئا من السعادة. في الخمسين سنة، فإن رجلا مسنا وامرأة عجوز
يستعيدان شبابهما وهما يقولان أيضا: "آه! باشلار ، لقد عرفته، أيُّ رجل كبير هو!".
-
صباح الخير رومو.
-
صباح الخير، السيد باشلار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
1- Pierre
romeu, in cahiers Gaston Bachelard,
témoignages, N° 3n 2000 pp. 17-18.
تكمن قيمة شهادة "بيير رومو" في كونه عاشر غاستون باشلار Bachelard لسنوات طويلة، حيث اشتغل بمكتبة معهد الفلسفة التابع
للسوربون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق