حاوره الباحث
المغربي :
سعيد بوخليط
حصل الباحث
الروماني''ايونيل بوز'' على الميتريز في الفلسفة من جامعة بوخاريست سنة 1984 بميزة
حسن جدا، ثم دبلوم الدراسات المعمقة في "فلسفة الوجود" من جامعة بورغون
"بمدينة ديجون Dijon الفرنسية-البلدة الأصيلة لولادة
غاستون باشلار- بموضوع تناول:"أشكال المُتخيل في النثر العجائبي لميرسيا
إلياد"، ثم حصل على الدكتوراه بميزة مشرف جدا سنة 1999 من جامعة بوخاريست،
حيث تناول "رمزية الجنيات في الحكايات الرومانية". وفي عام 2000، حاز
على دكتوراه أخرى من جامعة بورغون بديجون تحت إشراف الأستاذ:"J.J. Wunenburger"، بأطروحة سعت إلى الوقوف
على حضور: "الأساطير والرموز في النثر العجائبي لميرسيا إلياد". يشتغل
الآن كأستاذ محاضر للفلسفة بجامعة "Graïvoa" الرومانية، كما أنه مدير
لمركز "ميرسيا إلياد " للأبحاث في المتخيل والعقلانية التابع لنفس
الجامعة، عضو اتحاد كتاب رومانيا وكذا جمعية أصدقاء غاستون باشلار.
تأسس مركز " ميرسيا
إلياد " للأبحاث في المتخيل والعقلانية يوم 4 نونبر 1998 بجامعة "Graïvoa". وهو هيئة متعددة الاختصاصات، تنظم مجموعة من
الحلقات الدراسية والندوات حول المتخيل والعقلانية وحول قضايا الإبداع وكذا كيفية
تلقي الأعمال الفلسفية والفنية والعلمية، يقيم علاقة أساسها التعاون العلمي مع
مركز "غاستون باشلار " التابع لجامعة "ديجون". أما الباحثون فإنهم ينتمون إلى
مجموعة من الحقول والتخصصات النظرية ك:الفلسفة والقانون والتاريخ والأدب... .
كباحث باشلاري، وانطلاقا
من الأبحاث والدراسات التي يشرف عليها المركز، وجهنا بعض الأسئلة إلى الأستاذ:
"إيونيل بوز".
س: كيف اكتشفتم فكر غاستون
باشلار؟
ج: كان ذلك في السنوات
الأخيرة من دراستي للفلسفة في كلية الفلسفة ببوخاريست (1983-1984). بعد انهيار
النظام التوتاليتاري الشيوعي، كانت لي إمكانية مواصلة أبحاثي بفرنسا حيث هيأت
دبلوم الدراسات المعمقة سنة 1994-1995 ثم دكتوراه ما بين 1996-2000 حول المفكر
ميرسيا إلياد "في جامعة بورغون بديجون، حيث وقفت بشكل فعلي على الدعوة
الثنائية لفلسفة غاستون باشلار: فلسفة العلم وفلسفة الخيال. وقد كتبت مقالة
بالرومانية سنة 1995، للحديث عن راهنية غاستون باشلار. وفي 1998 شاركت في الندوة
الدولية:"باشلار في العالم" التي نظمتها جامعة بورغون ، بورقة تناولت موضوع الأبحاث
الباشلارية في رومانيا. وقد تعرفت بهذه المناسبة على مجموعة من الباحثين المتخصصين
في فكر باشلار. أحد عوامل بحثي في فكر هذا الفيلسوف الكبير، كونه أحد الآباء
المؤسسين لمفهوم المتخيل إلى جانب: غوستاف يونغ / جيلبير دوران / ميرسيا إلياد /
هنري كوربان .... وأقدم اليوم دروسا في فلسفة المتخيل بجامعة "Craïvoa".
س: كيف جاءتكم فكرة
الانخراط في جمعية أصدقاء غاستون باشلار؟
ج: قبلت الاقتراح، بناء
على دعوة من السيد ليبيس J.Libis رئيس الجمعية بأن أنضم إليها عام
2000. وقد قمنا في رومانيا بإصدار عمله "الماء والموت" والمُستلهم من
كتابات وأفكار باشلار.
س: ما هو الجانب الذي أثار
انتباهكم أكثر في المشروع الباشلاري: الإبستمولوجية أم الشعرية؟
ج: ما أثارني أكثر في
المشروع هو الجانب "الليلي" في فلسفة باشلار، من خلال اهتماماتي بكل ما
يتعلق باشتغالات الفكر الرمزي. لقد أعطاني باشلار
الفرصة للقيام بأبحاث منهجية حول الصورة والمتخيل والخيال. كما أن الأستاذ:
J.J.Wunenberger الذي أشرف على أطروحتي
ب"ديجون Dijon" ، بيّن لي جيدا هذه المسار سنة 1992، وقد
ترجمت إلى الرومانية عمله "حياة الصور" سنة 1998.
س: بالتأكيد هناك صلة توحد
مشروع باشلار ، يقوم على أساس واحد هو الخيال، ماذا تعتقدون؟
ج: نعرف جيدا أنه بالنسبة
لباشلار، فإن محوري الفكر الإنساني (العلم والشعرية) ليس متباعدان حتى ولو لم يكن
لهم نفس الأصل. أعتقد بأن الفكر يحافظ دائما على بعد رمزي ومنطقة لمتخيل أسميه
مجازيا منطق الفارماكون "Pharmakon ". لا يتعلق الأمر بمنطق
أرسطي للثالث المرفوع ولكن بمنطق للرمز حيث المتعارضان متكاملان، هذا التكامل
ينطوي على منطق للثالث المتضمن.
س: منطق الفارماكون؟ نريد
معرفة السياق أكثر؟
ج: أستحضر هنا مجموعة من الكتابات
والدراسات والأبحاث وكذا التعليقات، وقد صدرت في مجموعة من المجلات سواء هنا
برومانيا أو في الخارج. والبعض منها تم تقديمه في ندوات دولية وذلك لمقاربة موضوع
العلاقة بين الخيال والعقلانية في إطار سياق ونموذج الثقافة والحضارة المعاصرتين.
وجزء من كل ذلك، له خاصية عامة تحيل على المؤسسين وكذا الباحثين اللذين تابعوا
أنثروبولوجيا المُتخيل:باشلار ميرسيا الياد، غوستاف يونغ، جيلبير دوران، هنري
كوربان، جان جاك يونوبورجر، جان ليبيس. بينما يتشكل القسم الآخر، من دراسات متعددة وتطبيقات
على المتخيل الثقافي والسياسي. هدف العمل، توضيح أهمية الفكر الرمزي وعلاقته
التضمنية داخل تعددية الفكر المعاصر.
س: بشكل عام كيف تقيمون وضع باشلار داخل الفكر المعاصر؟
ج: أظن
بأن فلسفة باشلار تمثل اليوم جزءا من نموذج ما بعد-حداثي "لفكر مخفف"
حيث يلعب المُتخيل ومنطقه الفارماكوني دورا جوهريا، بالنسبة للعالم المعاصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق