بقلم: عبد اللطيف اللعبي
ترجمة:سعيد
بوخليط
ـ
بأي شيء، يحلم المغاربة ؟
ـ
هناك، حلم وحلم.
ـ
لا أتكلم لكم عن الأحلام الهادئة، ولا الكوابيس التي تزور كل واحد منا فترة نومه.
ـ
هاته الأخيرة، لها أيضا فوائدها. لكن، مع الأسف، لم ينكب أي مختص جديا، على المسألة. المحتوى، الذي قد
يصل إليه، سيكون مثاليا.
ـ
بأي معنى ؟
ـ
سيتمكن من تطويق جيد لمكبوتاتنا وعاهاتنا، مخاوفنا واستيهاماتنا، دون أن يتجرأ أي شخص، كي يفرض
ضريبة على محلل التشاؤمية أو الغوغائية.
ـ
لماذا الذهاب، قصد تقليب مناطق العتمة هاته ؟
ـ
من أجل الإضاءة، طبعا ! أو تفضلون إذن، التعبير الشائع : "أترك هذا الجمل
مستريحا" ؟
ـ
لنرجع، إلى خرفاننا.
ـ
أنتم أحرار، في وصف الحلم اليقظ هكذا، لأنه بالتأكيد صوب هذا تريدون إرجاعي ؟
ـ
تماما.
ـ
إلى هذا الحد، لا يحلم المغاربة كثيرا.
ـ
كلا، لا تشتم أهل بلدك.
ـ
هل إهانتهم، تعني التأكد من موت الروح، وأنهم فقدوا تقريبا هذه القدرة؟بحيث، لا
يتوفر أغلبهم، إلا على أحلام ضيقة.
ـ
أي، شيء هذا ؟
ـ
آه نهايات صغيرة للحلم، تستلزم معها ارتداء كمامات العين، حيث يسعى كل واحد
"الوصول" بأقصر الطرق، وبكل الوسائل التي تؤدي إلى النهاية.
ـ
لكن، ليس بإمكان الجميع
"مواكبة" هذا السباق.
ـ
نعم، الانتقاء شرس، لكنهم قلة من يكرهون التموضع عند خط الانطلاق.
ـ
هناك طيور نادرة، فضلت الامتناع عن القيام بذلك ؟
ـ
يتراجع باستمرار فهم موقف هؤلاء، ويتم تبخيس
أحلامهم، حينما يتوقفون صراحة عن النضال من أجلها.
ـ
هل يمنعهم ذلك، من مواصلة حلمهم ؟
ـ
لا، هم فقط مجبرون، على أن يعيشوا أحلامهم وسط الشقاء.
ـ
ألستم بصدد جعل الصورة سوداء ؟ ألا يوجد منفذ ؟
ـ
هل يمكنني التكلم بحرية ؟
ـ
في نطاق الموقع الشاغر.
ـ
إذا تنازلنا عن أحلامنا، فإنها ستتركنا.
ـ
تكلم بوضوح أكثر.
ـ
ماذا تريدون أن أقول لكم ؟ يعيش قتلة الأحلام بيننا. يستغلون غباءنا وارتباكنا،
لكي ينجزوا عملهم بهدوء.
ـ
ما العمل، إذن ؟
ـ
ليس من جواب منفرد بخصوص هذا السؤال.
ـ
ماهو أقصى حلمكم ؟
ـ
وطن يحث أطفاله على الحلم.
[1] ـ Abdellatif Laâbi :
les rêves sont têtus, écrits politiques.
EDDIF, 2001, PP 137/139.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق