ترجمة الباحث المغربي : سعيد بوخليط
بمناسبة صــدور، عمـل جديد ل ريجيس دوبري،
تحت عنوان : الى صديق اسرائلي [A un ami israélien] اقترحت مجلة "عالم
الأديان"، توضيحا رمزيا له، وأجرت حوارا مع صاحب الدراسة، إلى جانب وجهة نظر أخرى من خلال
جواب نقدي لصحافي إسرائيلي.
I ـ توطئــة :
((نناضل من أجل تكسير الحلقة
المفرغة الجهنمية، التي وضعنا داخلها منذ عيسو إلى هيتلر، مرورا بفرعون،
جالوت،أذريان، فيسباسيان وكذا خميلنيتسكي. لكن، بقدر نضالنا، نفقد حساسيتنا
وتتشابه أيادينا مع تلك التي ل عيسو والآخرين )). من الجيد، قراءة كُتاب إسرائليين
آخرين، أمثال "أفراهام بورغ" Avraham Burg[2] كي نتمثل ضعف السجالات في أوروبا، بخصوص الوقوف ضد
الانعطاف نحو الوطنية المفرطة وكذا الإتنية، كما اتصفت بهما السياسة الإسرائيلية
خلال العقود الأخيرة. لأنه، لا يريد أبدا "الموت" قبل هزم هاته
الاستقالة ومجابهة الرقابة الذاتية، حيال "العتمة الرخوة" و
"الطبقة الهيولانية البرانية المنسابة" التي صارت لها أوروبا، يمنحنا
ريجيس دوبري كتابه "إلى صديق إسرائيلي"، وهو موجه بالخصوص إلى
"إيلي بارنافي" ، السفير الإسرائيلي السابق بباريس.
لا يوجد أدنى أثر للكراهية بين
ثنايا هذه الدراسة الشفافة. يستند دوبري على صهيونية الأصول، والتي كانت من بين
المعتقدات المسيحية في القرن التاسع عشر، الأقل تكلفة بالنسبة لحياة البشر.
"إرادة استثنائية" قصد الإبلاغ أولا وقبل كل شيء، عن البربرية السائدة
اتجاه الفلسطينيين. يقول : "لقد صارت الإلياذة إنجيلهم، أي قصيدة أبدية
للقوة". و "دولة اليهود" حسب تعبير "تيودور هيرتزل"
تحولت إلى دولة يهودية، ستخضع أراضي باسم إله منظم، ومجمد للتاريخ، في إطار أبدية
مقدسة. قليل في فرنسا، هم كُتاب الأعمدة والمقالات من يشير إلى هذا التعصب الديني،
وسيبدو لهم مناسبا أكثر التصدي لحماس "قضية، نُجازف مع كل كلام عنها، بأن
نصعق كهربائيا" يشير ريجيس دوبري. لماذا ؟ وذلك، ما سيقف عليه بتفصيل في
القسم الثاني من مؤلفه، كاشفا عن اللاوعي
التاريخي الإسرائيلي، وما توارى عندنا من
خلفيات ذاتية. من هنا، بلا شك أصالة الكتاب.
إذا انعدم وجود أية مجموعة إنسانية، بدون مركز مقدس متعالي، سواء
كان دنيويا أو مستلهما، فإن أوروبا ليس لها بهذا الخصوص غير نقطة واحدة تتقاطع
عندها : المحرقة التي أصبحت، يؤكد دوبري مشتركا بين كل الأوروبيين، عبر مواكب
طقوسها واحتفالاتها التذكارية ، بحيث أن كل رئيس دولة أو حكومة، لا يدخران جهدا في
هذا السبيل : "إنه مقدس سلبي، مادام الشيء الذي لا نريد أبدا رؤيته ثانية،
ومن هذا الرفض تبلورت أوروبا". ما يتعلق بمعاداة السامية، فإنها حقيقة جلية
في البلدان الإسلامية، لكن بالنسبة للقارة الأوروبية أخذت طريقها نحو الانقراض،
يعلل ريجيس دوبري. لا مشترك يوحد، حين الإشارة إلى "حماقة السلالة
القديمة" وكذا الأفعال المرتكبة من قبل "جماعات تكونت عن طريق
الهجرة"،((وبطريقة غير مباشرة)) الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وثمرة ثقافة
العطالة والغموض. حاليا، العدو المتصف بكونه "فرنسيا" سيتم البحث عنه
أكثر في الجانب المسلم : ((إن الشرير المتدثر، كما تقدمه مجلات محترمة جدا، ليس
بصاحب أنف معقوف، بل يرتدي جلابية)). أوروبا، الانطوائية وتبعث على الخجل، صارت
مشلولة. وسيكون من باب السذاجة أيضا، الاعتقاد ونحن نقرأه بأنه سيسدل ستار، النفاق
نتيجة مواقف الولايات المتحدة الأمريكية. على الأقل، خلال المدى القصير. إنها
النقطة الحقيقية الوحيدة لعدم الاتفاق بين الفيلسوف دوبري والمؤرخ برنافي Barnavi الذي أدلى
بجواب مختصر في نهاية العمل. من :((فرط تصديك للمقدس، توشك على فقد الدنيوي))، ينتقد
بعنف مع توخيه أيضا بأن سلام بلده، يتأتى من خارجه، "سيكون ذلك جميلا جدا وفي
غاية البساطة" يؤكد ريجيس دوبري. أليست إسرائيل تكرارا مصغرا لاختراع من قبل
الولايات المتحدة الأمريكية ؟ قرابة ميتافيزيقية ستشكل هذه المرة جزءا من اللاوعي
التاريخي ل "أمريكا"، وأضحى أيضا غير جدير بعلاج حقيقي. هل ريجيس دوبري
متشائم ؟ بكل تأكيد. دليلنا في ذلك، أن دعوته القوية للعقل، التجأت إلى الصلاة،
حين تمنى استسلام التوراة اليهودية "العسكرية ذات النزوع الإتني الفظيع"
أمام أخرى "كونية، على نحو مثير للإعجاب ومسالمة جدا". هناك ما تصنعه
الديانة لشعوبها، وما تحققه الشعوب لديانتها. فماذا سيختار الشعب الإسرائيلي، إذن
؟
II ـ حوار مع
ريجيس دوبري :
أجري هذا اللقاء، منتصف شهر ماي أي
قبل الهجوم الدموي الذي نفذه الجيش الإسرايلي يوم 31 ماي ضد السفينة التركية
"مارمارا" وهي تنقل مناضلين إنسانيين صوب غزة، بهدف رفع الحصار المضروب
على المنطقة.
1 ـ لماذا اختيار الآن، من أجل
تحمل هذا العبء ضد إسرائيل ؟
أفضل القول : تأملا وليس عبئا.
فالقريبان يتنازعان، ولا يمكننا بالتالي رؤية هذا البلد، الذي نعزه يسعى إلى
انتحاره، مع تمسكه المستمر بلغة الخشب. لقد استمعت، ما يكفي لما يلي : ((ما
تتحدثون عنه صحيح، لكن ليس في وسعنا قوله)) مقولة لازمة للديبلوماسيين والسياسيين.
لماذا، يمنع عن فرنسي كتابة ما يقوله إسرائيلي في الشارع، والمقهى أو يقرأه في
جريدته ؟ هذا الحياء الغريب، المزيج من الجرم والتهديد وكذا المشاعر الجيدة، لا
يخدم قط القضية التي يتوخى تبنيها. بل، يغذي معاداة السامية، وينمي الضغينة ضد
الطفل المدلّل للغرب، مما يجعل كل حلول منظمة الأمم المتحدة بلا مضمون ولا نهج.
ألا يكمن، دور المفكر الفرنسي أو الإسرائيلي، في إلغاء طابوهات قبيلته ؟
2 ـ ما هو في رأيكم صلب المشكلة ؟
وحدانية إله، ليس واحد بثلاث
شخصيات، ولا يقبل أبدا أن يتجزأ. نعثر على كلمة تراجيدية في عبارة : ((القدس عاصمة
أبدية لإسرائيل، غير قابلة للانقسام)). يستحيل "تقسيمها".
و"أبدية"، سعي وهمي. "لا تنقسم" أمر مرعب، حيث لا مكان للآخر.
غزة، تكابد، مقابل تطور الضفة الغربية. لقد نجح عرب إسرائيل في المزاحمة، لكن إذا
تحددت الدولة باعتبارها يهودية، فإنهم سيظلون مواطنون من المنطقة الثانية. ينبغي،
على إسرائيل الاعتراف نهائيا بحدود الآخرين، وكذا حدودها. فلا تسوية ممكنة على أرض
مقدسة، لأن المطلق دمويا دائما. ينبغي، أن تقر بتاريخيتها، إذن محيطها الجغرافي.
ما إن نلج التيولوجيا، حتى ننتقل إلى العهد القديم باعتباره ميزة وشعبا مختارا، ثم
تصير الديبلوماسية سرابا.
3 ـ في كتابكم، أكدتم بأن دولة
لليهود تحولت إلى دولة يهودية لكن، ألم تكن دائما، ما سماه جون كلود بارو ب
"تيوقراطية غريبة تأسست من طرف ملاحدة" ؟
نعم،
لا تدرك الأصل، بل وترفضه صراحة. لقد كانت الصهيونية ثورة عقلانية ضد الحاخامية
وتمردا على الله؟ لذلك، رفض كثير من المتدينين الأرثوذوكسيين الصهيونية. لكن، في
العمق، ماذا يوحد الشعب اليهودي ؟ إنها ذكرى هيكل سليمان. ما أحدث تماسكا لديه عبر
التاريخ تلك الكتابات والقانون وكذا الامتثال الديني فاستطاع البقاء. أفهم، عدم
تمكنه من النسيان. لكن، هضبة القدس استعادت الصهيونية. وما إن استقر اليهود، بالأرض الموعودة وليس
أوغندا أو مدغشقر أو بافاريا حتى أمسك بهم ثانية اللاوعي الديني. وأوشك الصهاينة
العلمانيون، على أن يجدوا أنفسهم مأخوذين لماض، توخوا تجاوزه لكنهم اكتشفوا فيه
شرعيتهم الوحيدة داخل منطقة، مثلت لهم مستقبلهم. إنها وضعية تراجيدية، أبعد من كل
خطأ لاندفاع سياسي. حرب الديانات في السياق الجغرافي والديمغرافي للشرق الأوسط،
ستشكل أسوأ الاختيارات قياسا لعلاقة القوى، وسيؤدي الغرب مباشرة ثمنا باهضا عن
الأواني المنكسرة.
4ـ
تقولون، بأنه قد حان الوقت للخروج من هذا المذهب المحيط بالمحرقة ألا تظنون، من
الصائب استمرار تخلخل حضارتنا بواقعة مثل هاته؟
نعم،
هي واقعة جسيمة جدا، بحيث ستأخذ وقتا كي تصبح إبادة جماعية أفظع من ثانية، لكنها
من نفس طراز كل التصفيات الأخرى، تجلت فداحتها عشرون سنة بعد ذلك. في الكتاب المتميز
ل "جان كارسكي"
الصادر سنة 1944 تحت عنوان : [Mon Témoignage devant le monde]، سنقف على الاضطهاد اليهودي في فصلين من بين ثلاثين. ولم تظهر غرابة، ما وقع إلا بداية سنوات 1960. ينبغي، أن تندرج ذكراها في إطار تاريخ موضوعي، تفسيري ومجرد من الهالة المرعبة المقدسة ل "الكره المطلق"... وكل ما ينطوي على حمولة عاطفية وليس نقدية وتأملية أو موضوعية. داخل إسرائيل، تعثر على مثل هاته الرؤية الثاقبة، مما يجعلني أحب هذا البلد المتناقض جدا. مدهش، أن ننصت لأصوات أكثر شجاعة تنتمي للمجتمع المدني...، مسألة لا ألاحظها في أي بلد عربي إسلامي.
الصادر سنة 1944 تحت عنوان : [Mon Témoignage devant le monde]، سنقف على الاضطهاد اليهودي في فصلين من بين ثلاثين. ولم تظهر غرابة، ما وقع إلا بداية سنوات 1960. ينبغي، أن تندرج ذكراها في إطار تاريخ موضوعي، تفسيري ومجرد من الهالة المرعبة المقدسة ل "الكره المطلق"... وكل ما ينطوي على حمولة عاطفية وليس نقدية وتأملية أو موضوعية. داخل إسرائيل، تعثر على مثل هاته الرؤية الثاقبة، مما يجعلني أحب هذا البلد المتناقض جدا. مدهش، أن ننصت لأصوات أكثر شجاعة تنتمي للمجتمع المدني...، مسألة لا ألاحظها في أي بلد عربي إسلامي.
5 ـ هل نبحث عن البديل في قلب
الإيتيقا اليهودية ؟
إني، لا أستبعد أبدا انبجاس شيء ما في قمة هرم المعرفة، على
الرغم من الحمى الحِصارية والهذيانية. تقليد كوني قديم، سيتقدم طبعا مصلحة
إسرائيل. لا أتحمل أبدا، فكرة أن مجتمعا على قدر من التطور، يتفاعل مع سينمائييه
ومسرحييه وباحثيه ومفكريه الاستثنائيين، قد يصير في يوم من الأيام قلعة مغالية في
التطرف، وأصولي، يهيمن عليه الجيش، حيث إله الطمأنينة يجيز كل أعمال العنف. علينا،
أن نتذكر وجود على الأقل نوعين من إسرائيل، واحدة قامت على الدم والعرق، تنتسب إلى
يعقوب، ثم تلك المنحدرة من إبراهيم وموسى، هي إسرائيل التي يتقاسمها أوباما. مع
نموذج إبراهيم، لا تستند إسرائيل قط على
مفاهيم "هم أم نحن"، لكن "معهم ذات يوم". فلا يمكن، التمادي
في احتقار جيران المنطقة. ينبغي، أن تفهم كونك يهودي، يعني انخراطك في منظومة قيم،
وبأنك في المشرق وليس في الغرب. أيضا، يعتبر جنونا، تحويل المتاخمين لكن إلى جبهة
معادية، والاعتقاد بأن أمريكا المتواجدة على بعد آلاف الكيلومترات، تقف هنا راعيا
وحاميا أبديا. يتجه، الوضع نحو التصلب. ربما، اتسمت نهاية كتابي بتفاؤل مفرط. في
ظل مناخ كهذا، يطرح الكثير من أصدقائي اليهود على أنفسهم أسئلة وجودية راديكالية،
ويتساءلون ببساطة، هل بوسع إسرائيل أن تحيا لفترة طويلة، على الرغم من حيويتها
الاقتصادية. نعم، إنهم محقون، لذا، يلزم إمساك الثور من قرنيه.
IIIـ
ستيفان أمّار، كاتب وصحافي إسرائيلي :
كتابة رسالة إلى صديق يهودي ـ وفي
حالتنا هاته إسرائيلي ـ أضحى جنسا أدبيا قائما بذاته وثابتا في العمق. بعد أن أبان
ريجيس دوبري عن محاباة للسامية، سيدحض لمُناظره بعض الحقائق التي نشعر بها حقا،
وتلقي بشكل عام أهم المسؤوليات على إسرائيل في صراعها مع العالم العربي منذ مائة
سنة تقريبا. لقد انقاد ريجيس دوبري، للقانون المسلح، وإن كان حقا بريشة وموسوعية
لا نظير لهما في الحقل الفكري الفرنسي. إذا كانت براعة الأسلوب تخدم بشكل جيد
مرافعة شديدة ضد السلطة المطلقة للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، وكذا
التوظيف السيء للمحرقة. في المقابل، نتلمس
جهلا مكشوفا بحقيقة الشرق الأوسط.
الفلسطينيون الوحيدون، الذين
يستحضرهم ريجيس دوبري، بؤساء، وعاجزين، مستسلمين ل "أسيادهم"
الإسرائيليين بعد "أن احترقوا" لساعات تحت شمس من الرصاص، كي يسمحوا
بمرور عائلة مستوطنة، تتباهى بسيارة رباعية الدفع تشع لمعانا. شيء، مؤثر فعلا. لكن
جولة سريعة في الضفة الغربية، تعطي إمكانية مشاهدة وفرة سيارات قوية بين أزقة
نابلس أو الخليل مقارنة مع المستوطنات اليهودية، حيث النموذج السائد يتمثل بالأحرى
في عربات متجددة من نوع Break subaru . كذلك،
وحسب الأمم المتحدة، فخلال السنة الماضية تمت إزالة أربعين معبرا عسكريا منها تلك
المتموضعة عند مخرج نابلس وطولكرم، بحيث كانت تخنق حياة آلاف الفلسطينيين. بالرغم
من الجدار يتبادل الإسرائيليون والفلسطينيون، الأفراد والسلع، بالتالي تعيش
الأراضي نموا مطردا.
يؤكد ريجيس دوبري، بأنه منذهل لجرم
المحرقة، وأيضا الغرب لا يجرؤ على وصف القطة بكونها قطة، فإسرائيل دولة تمارس
"الأبارتيد" و"التطهير العرقي".
تطهير عرقي ؟ يبلغ نمو الفلسطينيين
في الضفة الغربية، نحو %3 سنويا، مما
أدى إلى خلق مدينة جديدة بين رام الله ونابلس، تسمى روابي، ستأوي طبقة متوسطة تعبر
عن أوج اندفاعها (تتجاوز نسبة النمو عند السلطة الفلسطينية %8). إبادة عرقية ؟ تشير الإحصائيات إلى أن %20 من مواطني
عرب إسرائيل (الممثلين في الكنيست)، لم
يعودوا فقط فئة بنائين، بل صيادلة ومدرسين ومحامين ووزراء وسفراء أو رؤساء جامعات،
وحتى البدو فهم صفوة جنود الجيش الإسرائيلي.
يتحسر دوبري، لأن إسرائيل لها
"مشكل مع الآخر" ويغضب من غياب متدخلين فلسطينيين، أثناء انعقاد ندوة
باريسية للرابطة الدولية ضد العنصرية ومعاداة السامية، بخصوص الحوار اليهودي
الفلسطيني. حوار مضحك بالفعل، لأنه كل يوم يتلاقى في إسرائيل ملايين اليهود
والعرب ! سواء خلال
ندوات، لكن خاصة في العمل والجامعة والمستشفى والمراكز التجارية وكذا في ملاعب كرة
القدم.
أخيرا، يحذر دوبري، دولة إسرائيل
التي تروم نحو أن تدير ظهرها، إلى قدرها مستبدلة كونية الأنبياء بوطنية ضيقة وذهانية. وحين استعصى عليه، قول كلمة طيبة، فهو
يهزأ : ((نعلم الدعوة الموجهة إليكم من أجل إضاءة الإنسانية. لكن، ليس
بالفوسفور !)) تأويل لطيف، ومرة ثانية عكس الحقيقة. إن إسرائيل،
تملك رقما قياسيا عالميا، فيما يخص حصول
أفرادها على الشواهد العلمية وكذا جائزة نوبل. كل سنة، يزور إسرائيل آلاف الأفارقة
والآسيويين قصد اكتساب تكوين يتعلق بما استجد من الاكتشافات الزراعية. وبدورنا،
نبعث بمئات الخبراء إلى كل العالم. خلال الشهور الأخيرة، ومرورا بهايتي والتايوان، كانت مجموعات إسرائيلية
للمساعدات الإنسانية في مقدمة من يواجهون
خسائر الكوارث الكبرى.
ثم ما القول في هذا البونكر الذي
يجذب إليه كل سنة 3,5 مليون زائر من كل الطوائف ؟ أما، الفكر اليهودي فقد
تحرر من الزوايا الأربعة، وإغواء الغيتو بغية التفكير في العالم. كذلك، بعض
المعاهد الدينية المنتمية للقدس وأرييل وحيفا، تتأمل التوراة كي تستشف مثلا خيارات
بديلة عن الرأسمالية الفوضوية وتهيئ
بيوطيقا وكذا تطوير الحوار بين الحضارات، إلخ. ربما، ليس هو نور الأوطان، لكن عليه
طمأنة ريجيس دوبري حول مستقبل "يهودية الفكر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق