السبت، 14 مايو 2016

في رسائل غارثيا لوركا

ترجمة: د. عدنان محمد آل طعمة 


غارثيا لوركا (1898-1936)
كانت علاقة غارثيا لوركا بأدباء وشعراء وفناني عصره علاقة متميزة يُبادلهم الرأي والمشورة والنصحية؛ يأخذ بآرائهم وايماءاتهم فيما يقرأون له أو يراجعون أعماله قبل دفعها إلى المطبعة وأحياناً يصمّمون له أغلفة دواوينه كانوا يبادلونه الزيارات؛ يكتب لهم فيما يقرأ ويؤلف؛ ويكتبون له فيما يستجد لهم من أمور وقد شاء الله أن يصبح أصدقاء غارثيا لوركا رواداً في الأدب والرسم والموسيقى من أمثال "رامون خمينيت" مؤلف ( الحمار وأنا ) الحائز على جائزة نوبل؛ ورفائيل ألبرتي، كذلك؛ وسلفادور دالي؛ ومانويل دي فايا الموسيقي الكبير وغيرهم.. وقد ظهرت رسائله هذه إلى أصدقائه في جزءين نشرتها دار Alianza  سنة 1983 بمدريد؛ وقد قامت الدكتورة وجيهة كاظم آل طعمة بترجمة رسائله إلى مانويل دي فايا في العدد 69 من الأداب الأجنبية 201-220؛ وأقوم اليوم بترجمة بعض رسائله إلى بعض صديقاته ممن كانت تربطه معهن علاقات ثقافية وأسريّة؛ خاصة آنا ماريا دالي شقيقة الرسام العالمي سلفادور دالي؛ فقد كان يقضي الشاعر عندهم بعض فترات الصيف في منطقة فطلونية وتأتي هي عندهم لزيارة غرناطة وتبقى أياماً مع شقيقاته؛ والثانية هي ماريا ديل ريبوسو أوركيا Maria del reposo Urquia؛ والثالثة هي إميليا والرابعة   إيزابيل غارثيا رورديفث، لا أريد التعليق على هذه الرسائل وأترك ذلك للقارىء إيماناً مني بأحقيته في الحكم عليها لأن لوركا ترك كل خياله وإبداعه ورومانسيته وثقافته الواسعة عبر هذه الرسائل؛ لم أترجم جميع رسائل آنا ماريا دالي وعددها ثمانية بل ترجمت رسالتين فقط وبطاقة بريدية.

إلى ماريا ديل ريبوسو أوركيا
ليلة 1 فبراير 1918
عزيزتي الصديقة القريبة البعيدة:
ربما ستتعجبين- حضرتك- إنني أكتب إليك بهذه الصورة، وفجأة، لكن كما هو الحال لا يمكن أن تذهب صورتك الرقيقة والظريفة عن مخيلتي، أتصور دائماً أنني أتحدث إليك، ربما يكون ذلك توافق الأرواح.
آه لا تضحك، لا تضحك.. يا ريبوسو
ربما تجاسرت في الكتابة إليك، أقول تجرأت لأنه في إسبانيا تعتبر هذه التصرفات جسارة وجرأة، كتبت إليك من أجل أن تسدي إليّ خدمة.
لأنني عازم على نشر كتاب.
أتوافقين أن أخصص فصلاً عنكِ؟ إذن أجيبيني على ذلك.
أعتقد أنه سيكون لي الشرف إذا وصلتني إجابتك، لا أنتظر شيئاً آخر من امرأة مثلك، كعاشقة لشوبان، أو مثل ترجمة جيدة لأعماله.
أحياناً تأتي لحظات- ياصديقتي ريبوسو- نشعر بأننا نرغبُ بالكتابة إلى روح اختفت في البعد، وأنَّ تلك الروح تسمع نداء الصداقة بيننا.
في المرحلة الحالية نحن الرومانتكيون علينا أن نغرق أنفسنا في ظلال اجتماعي.
ربما حضرتك- أنت رومانتيكية مثلي- تحلمين في شيء روحي جداً بحيث لا يمكن العثور عليه، نعم، نعم، لا تضحك.
ولو أدى ذلك إلى الضحك لديك، شيء لا أعتقده.
إنه كذلك.
ربما لا ترغبينه.
دائماً لدينا مرارة بأن لا نستطيع تحقيق انتزاعه، آسف لأنني أزعجتك.
أنا دائماً عاطفي، لا أريد أن أزعجك أكثر! أتوافقينني على ذلك؟
ما أفعله هو من أعماق قلبي.
كنتِ واحدة من تلك النساء اللاتي مررن في طريق حياتنا وتركن أثراً هادئاً ولطيفاً ومريحاً وروحياً، شيء من هذا القبيل.
يشبه أريجاً يعبق من وردة اختفت في المكان البعيد، كم كتابتي سيئة أليست هذه هي الحقيقة، آسف.
أجيبي في الحال، إن لم يكن لديك عائق.
سأشكرك إلى ما لانهاية،تحدثي دائماً مع صديقك
تحياتي إلى باكيتو.
                                                      
                                                                                   فدريكو غارثيا لوركا

                                              ***
إلى إميليا يانوس-  مدينة
مدريد- 25 نوفمبر 1920
صديقتي إميليا:
أطلب منك السماح لأنني تصرفت تصرفاً سيئاً معك أيتها الفاتنة الرائعة
لكنني أعلم جيداً، أن إميليا تعذر دائماً، لأنها صديقة ممتازة لي، أليست هذه هي الحقيقة، أنا أعمل كثيراً، وأحيا أكثر قليلاً لأن أكون قادراً..لأن القمر جميل.
وأحياناً النجوم زرقاء.
أنا أعيش أغنية أصيلة من أعماق قلبي.
حاضر، سأكتب لك على مهلي، وبشكل مطول
أجيبي حضرتك؛ بالله عليك،"سأطلب إليك راكعاً" أتوسل إليك.
اكتبي لي على الأقسام الداخلية للطلاب- بينار 15 الذي هو عنواني.
إلى اللقاء أيتها الفاتنة إميليا.
لا تنسي صديقك المخلص.
                                                                                                 فدريكو

ملاحظة: هذه الرسالة كتبت بقلم الرصاص في نهاية رسالة أخرى للرسام إسماعيل جونثالث دي لاسرنا إلى إميليا يانوس حول كتابة مع خط إسماعيل جونثالث دي لاسرنا موجهة إلى غرناطة- بلاثا نويبا "الميدان الجديد" رقم 1- 

                                                     ***
الأنسة إميليا يانوس
إلى أميليا يانوس مدينة
مدريد 28 نوفمبر- تشرين الثاني 1920
إلى الآنسة- إميليا يانوس - بلاثانويبا
   - الميدان الجديد- غرناطة.
عزيزتي إميليا:
منذ أمدٍ بعيد لم أعرف عنكِ شيئاً؟ البارحة- فقط- أشتقت إليك جداً؛ كما- أنا- أعرف بالشعور الذي ينتابني حينما يتعلق الأمر بأشخاص عزيزين عليَّ جداً، ورقيقين جداً من أمثالك؛ إذ أنني أراك وسط ذلك المشهد الغرناطي الجميل؛ كامرأة غرناطية فريدة لها القدرة على الإحساس بذلك، ويسرني جداً أن تكوني لي صديقة ترى ذلك الحور المتلألىء؛ وأن ترى تلك الأشياء البعيدة كما أراها أنا.
 كم هو جميل؛ وكم هو محزن سيكون طريق حدره Darro؛ وأيّ غيوم داكنة تستمر عبر فالبرايسو Val Paraiso!
أليست هذه الحقيقة؟
أتذكر غرناطة عندماكنت طفلاً كما أتذكر خطيبين ميتين؛ وكما أتذكر يوماً مشمساً! هل سقطت الأوراق كلها؛ هنا في مدريد أصبحت الأشجار جرداء؛ وباردة سوى قسماً منها؛ بقي فيها وريقة تتحرك مع الريح الحزينة؛ تتحرك كفراشة ذهبية، الآن بدأت تمطر؛ وأصبح كل شيءٍ مغطى بسحابة رائعة سأكون صريحاً معك؛ ينتابني قليلٌ الحزن؛ ينتابني قليل من الكآبة، أشعر في روحي مرارة لتكون وحدها التي تحب، أعلم أنك في حالة حزن عابرة.. لكن أثرها دائم.
البارحة ذهبت إلى شارع سان خيرونيمو San Jeronimo؛ ورأيت امرأةً بدا لي أنها تشبهكِ؛ تشبهك في القامة؛ وتشبهكِ في الرشاقة وأكثر من ذلك أنها كانت واقفة في واجهة محلّ للتحفيات..! وأي تحفيات؛ جرار صينية؛ كؤوس يابانية؛ قلائد هندية.. كنت قد صرخت عالياً حتى أن الجنوي صاحب المحل قد فرَّ مذعوراً (1) هل ستكوني معي أكثر مودةً إذا أرسلتِ لي صورة موقعة بلطفك؟ 
أتفعلين ذلك؛ سأرى؟
أنا سأدفع مقابلها قصيدة؛ اتفقنا؟
لهذا اليوم يكفي؛ لا أتحدث أكثر في هذا؛ أنا سعيد جداً؛ وأنتظر الجواب لكي أكتب إليك أكثر تفصيلاً.
إلى اللقاء يا إميليا العزيزة؛ لا تنسي صديقك!
تحياتي إلى  فدريكيتو     يانوس    
                                                                                                   فديريكو

                                                   ***

إلى آنا ماريا دالي A. Ana Maria Dali
1
مايو 1925
عزيزتي الصديقة:
لا أعرف كيف يكون موقفي أمامكِ وأنا أكتب إليكِ هذه الأسطر؛ يبدو أنني أتصرف بدون خجل- نعم، بدون خجل- مثل أي رجل قبيح! الناس الذين لا يستحون؛ يصعدون هكذا حتى يصبح قبيحاً كبيراً؛ مع شروين لامعة لبرج إيفل Tour Eiffe.
 لكني أنا أعلم أنك ستسامحيني طوال هذه الأيام كلها؛ كنتُ أفكر بالكتابة إليك؛ لماذا لم أفعل ذلك ؟
أنا نفسي لا أعرف ذلك؛ تذكرتُ أكثر منك؛ لكن أنتِ ستعتقدين أنني نسيتك تماماً.
 على شاطئ البحر؛ تحت ظلال الزيتون في صالة الطعام ببيتك عند البحيرات؛ في صالة الطعام في بيتك تحت لوحة الراعية الإلهية، عندي في ألبوم الصور ذكرياتي معك؛ ضحكاتك التي لا يمكن أن أنساها؛ علاوة على أنني لا أنسى ذلك أبداً؛ يمكني ألا لا أظهر مشاعري للحياة لكن حدّتي غير ظاهرة.
كيف حال عمتكِ؟ وكيف حال أخيكِ؟
على الرغم من سؤالي عنه؛ لم تصلني الإجابة عن استشارتي لهُ!
كيف حال والدكِ؟
أفكرُ في قداقس- Cadeques، تبدو لي أنها مشهد خالد ومعاصر لكنه رائع؛ الأفق يرتفع مشيداً قناة مائية كبيرة.
الأسماك الفضية يخرجن لتناول القمر؛ وأنتِ تبلّلين ضفائرك في الماء حينما تبتعد وتقترب أصوات متقطعة لزوارق الغازولين؛ حينما يكونون جميعاً عند باب منزلكم؛ سيأتي الغروب ويصبح المرجان في يد العذراء وهاجاً ومشتعلاً.
لا يوجد أحد في صالة الطعام؛ فالخادمة ستكون قد ذهبت إلى الرقص والراقصتان السوداوان في الكريستال الأخضر والأبيض ترقصان الرقصة المقدسة التي تخيف الذباب في النافذة وعند الباب، حينذاك؛ ستجلس ذاكرتي على إحدى الأرائك.
ذاكرتي مثل كوسيل؛ وشراب وردي، أنتِ غارقة في الضحك وأخوك يحلمُ كأنّه زنبور من ذهب؛ في الأسفل الأروفة البيضاء تحلمُ بالأكورديون.
عند باب ليديا ينادون الغرسة الطبية؛ لكن لا أحد يجيب:
الصيادان الشجعان لكوليب- Culip يبكيان بأصواتٍ 
- جالسة على ركبتيها.
ليديا أصبحت ميتةً، أنا أريد أن أسمع في هذه اللحظة؛ يا آنا ماريك؛ الضجيج المنبعث من جنازير جميع البواخر اللاتي رفعن الأنجر Ancla  منهن في جميع البحار.. لكن طنين الذباب؛ وصوت هيجان البحرمنعها.
بالطابق العلوي في غرفة أخيك يوجد قديس على الحائط،بويك باخاديس Puig Pajades في بطنه التي تشبه منطاداً صغيراً؛ نازلاً على السّلم، لقد بقيت وحدي طويلاً في صالة الطعام؛ 
لكن لا أستطيع أن أنهض.
أحد رسوم سلفادور مشبك أرجلي؛ أي ساعة ستكون؟
أنا أريد أن آكل الآن؛ في هذه الساعة؛ من سمك المرلوثا.
كيف يقال ضباب؟
سحابة عبر النافذة.. تمرّ الغيوم؛ تبكي حزناً على هذه النساء المغبرات لابسات الحداد اللواتي ذهبن لرؤية القاضي الشرعي.
هكذا كنت في صالة طعامكم؛ أيتها الآنسة آنا ماريك!! 
ذكرياتي هي.. دائماً حادة.
أتذكرين- أنتِ- كيف ضحكت حينما رأيتِ القفازات الممزقة
يومَ كنّا سنغرق!
آمل أن تتعلمي كيف تسامحينني؛ لا تكوني ناقمة.
أخواتي ليس لديهن ما يفعلنه، سوى السؤال عنك؛ وكيف حالك؟
بلغي تحياتي إلى والدك وإلى عمتكِ.
ولك مني أفضل التحيات     
                                                                                              فدريكو
 هل ستجيبين على رسالتي؟
                                                       ***

إلى آنا ماريا دالي
بطاقة بريدية
باحة الساقية- الحمراء
25- تموز- يوليو 1925
آنستي- آنا ماريا دالي دومينيش
مقاطعة خيرونا "جيرون"- 
 يسرني جداً أن أقدم لكِ تهانيَّ في ذكرى يوم تعميدكِ 
تحياتي إلى عماتكِ وخالاتك وإلى والدكِ وأخيك-
                                                                                                  فديريكو
- سروري البالغ بيوم تعميدك.
                                                            ***

إلى آنا ماريا دالي
خريف 1925
عزيزتي الصديقة آنا ماريك :
استلمت- في غرناطة- رسالتك العذبة؛ لا أنساك أبداً، وإذا كنتُ لم أكتب لكِ من قبلُ، فلم يكُ ذنبي، ولكن بسبب أيامي القليلة المجنونة التي قضيتها في مدريد.
الآن في الأندلس - أصبحت شخصاً آخر؛ نفسه الذي كان في قداقس كم هي المرات التي تذكرت فيها ذلك الزورق الحقيقي الذي غرق بنا في كاب دي كريوس Cap de creus؛ كم كان لذيذاً ذلك الأرنب الذي أكلناه سوية بالملح والرمل، تحت تمثال النسر البرتقالي.
ذلك البحر هو بحري أنا؛ يا آنا ماريك، جميل جداً ما تقولينه لي حول قفازاتي البائسة "التي استلفتها؛ من أجل أن أعمل لنفسي قيمة في البيت جميل جداً 
 عبر هذه القفازات والقبعات تظهرشخصية المرء حينما تكون مستخدمة ومبللة، أعطني قفازاً أخبرك عن شخصية صاحبه.
 في غرف المهملات لبيت بيشوت Pichot عدة قفازات من كلِّ تلك الأنواع، سوداء بلون جلد الماعز؛ بيضاء صغيرة لبالغي سن الشباب محاكة بشكل.. من المؤكد أن من يراها في سلة العُصب سينبهر بها؛ خاصة قفازات الأم؛ لا أريد التفكير في موضوع إبسن هذا!!
لنفكر في نيني Nini الذي جاء لابساً قفازات أورفيو Orfeo مغنياً كبحار؛ وسكران على صدفة من صفيح.
 تقولين لي: إنَّ الصيف الماضي كان جميلاً؛ وهذا يسعدني جداً كان صيف الزوارق والإيماءات الكلاسيكية.
 وأنا في المقابل؛ قد مرت عليَّ أيامٌ سيئة. A
قد عملت كثيراً؛ لكن لديَّ قلق كبير عندما أكون في البحر. B
ثم أصبحت؛ وقد تعافيت تماماً.
 أستطيع القول إنَّ مالقة قد أعطتني الحياة؛ هكذا استطعت إنهاء إفيجينيه mi Ifiginia؛ التي سأرسل لكِ بعض قطرات منها.
 ما يتعلق بـ"ليديا" فهو شيء رائع؛ لديَّ صورتها، وضعتها فوق آلة البيانو العائدة لي؛ يقول العبقري- خينوس Xinius. إنَّ ليديا لها روعة دون كيخوتة Don quijote "هنا يجب أن نطبق بشدة شفائفهُ ونغمض العينين"؛ لكنهُ قد أخطأَ.
 ثربانتس قال عن بطله أنَّه أخرج سرَّهُ "شهرته"؛ هذه هي الحقيقة جنون دون كيخوتة جنون جاف؛ نبوءة كاذبة على هضبة عالية؛ جنون أجرد دونَ أخيلة.
أمَّا جنون ليديا فهو جنون طري؛ ناعم، مليءٌ بالنوارس، ومليءٌ بجراد البحر جنون تشكيلي؛ دون كيخوتة يمشي في الهواء؛ وليديا تسير على شاطىء البحر المتوسط؛ هذا هو الاختلاف؛ وأريد أن أكون على يقين من أجل أن لا نرمي جذور خفة العبقري "خينوس xenius".
 ما أعجب قداقسي هذه! وأي شيء مسلٍّ هذا الذي أستطيع أن أقارن من خلالهُ؟ بين ليديا وآخر نبيل جوّال "دون كيخوتة"!
 وأنت هل ستسامحيني على تحليلي المقتضب لهذه الأمزجة؟
أعتقد ذلك؛ لأنه في مرات عديدة تحدثنا- نحن- حول هذه الموضوعات استطعنا على كلِّ حال أن ننقذ أنفسنا من هذه الحماقات؛ هذه المطبات؛ وهذه الصخور؛
 ألم تتعرفي إلى آرنستو هالفر E. Hffter؟
حقيقة أنه مجنون مهم جداً؛ يملك حماقة كافية ليصل .. ليكون فناناً عظيماً.
 لماذا لا تأتين، أنتِ وشقيقك إلى غرناطة
شقيقاتي سيكتبن لكِ ليدعوكِ لزيارتنا.
 سلمي على عمتكِ؛ ووالدكِ؛ وأنا أشكرهم جداً على العناية الفائقة؟ وعلى المودة القلبية، وتحياتي إلى سلفادور Salvador واعلمي أن صديقك لن ينساك
                                                                                                  فديريكو

وصديق قطلونيا المطلق؛ دائماً هو كذلك! يا حلوة.
كيف ترين ياآنا ماريك اللوحة التي رسمها السيد أخوك؛
 اكتبي لي ما يقوله! لا تنسي هذا الغريق الأندلسي المسكين.

                                                      ***
إلى إيزابيل غارثيا رودريفت
"ممبرثي Mimbrete؛ عنوان"
مقهى الرَّملة- برشلونة
برشلونة مايو أو يونيو 1927
حضرة العزيزة العمة إيزابيل: أبعث إليك تحية قلبية من برشلونة حيث؛ كما تعلمين؛ أقوم بتحضير الحفلة الافتتاحية لمريانا بينيدا Mariana Pineda اليوم قمتُ برسم صورة لي، كاريكاتيرية- ولديَّ منها في بيتنا الكثير؛ وأرغب أن تكوني أنت ممن يحصل على بعضها؛ تلك التي أرسمها؛ مزحة خفيفة، لكن أبعثها لكِ مع ما كلّ المودة القلبية.
سلمي على جميع الأصدقاء؛ كذلك إلى العائلة جميعاً، خاصة العم بيبي Pepe  وقبلات إلى الأطفال؛ ولكِ مني عناق شديد؛ وقبلة من ابن أخيك الذي يحبك جداً سواء كان عن قربٍ أو عن بعد .
أشواق كثيرة إلى عمتي ماريا وزوجها؛ كذلك إلى الحلوة الجميلة الرقيقة مرثيديكاس Mercedicas؛ وأطفالها؛ وإلى مانويل؛ تحياتي إلى ريكاردو.

                                                                                                  فديريكو

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحواشي: 

1- ج.م نفس المصدر ص134؛ يشير إلى الجنوي رودريفت دي أروفات صاحب متجر للتحفيات في الميدان الجديد في غرناطة؛ وفدريكتو الذي عناهُ في نهاية الرسالة هو فدريكـــــــو 
نيخيرو يانوس ابن أخ إميليا يانوس.

الهوامش:

· لوركا؛ كان قد عاد من إقامته الأولى في قطلونيا- تقريباً- في التاسع عشر من إبريل سنة 1925 "انظر أنطونيو رودريغو- غارثيا لوركا في قطلونيا "ص43- 51" قال الشاعر إنه أحس كما لو كان حقيراً؛ أو كمن انتزعت أخلاقه؛ لأنه ترك الزمن يمر دون أن يكتب..
إذا سوغ لنا أن نضع الرسالة في مايو؛ أو ندرجها في يونيو وفقاً لما ذكرته آنا ماريا دالي؛ هذه هي الرسالة الأولى التي وصلت من فدريكو غارثيا لوركا "رودريغو- المصدر نفسه ص53-54".
· مما لابد منه لكي ندرك الصور المميزة؛ والاستعارات المجازية لهذه الرسالة؛ والرسائل التالية ينبغي الاعتماد على التوضيح الخاص لآنا ماريا دالي "انظر رودريغو- المصدر 53- 59".
· كتب فديريكو غارثيا لوركا في رسائل عديدة- آناماريك- كان ذلك مما يحبب له أن يناديها بهذا الأسم، رسالة آنا ماريا دالي إلى جامع الرسائل في 17/6/1981 التي أشكرها على هذه المعلومة.
 A- آرتوروبل أويو Arturodel Hoyo ؛ هل يسير على خطى بلاسكو؟ يضع تاريخ الرسالة خريف 1927؛ لتكون عقب الزيارة الثانية للوركا إلى قطلونيا ربيع وصيف 1927 لكن لإعبتارات مختلفة ويجب أن تكون في 1925.
لقد ورد ذكر القفازات؛ وذكر الغرق في Cabo de cruis ؛ صلة هذه الرسالة واضحة في الزيارة الأولى، القفازات كما يقول فدريكو إنها استعرت حتى أعمل لنفسي قيمة في البيت" التفسير سيكون غير ضروري سنة 1927؛ إضافة إلى ذلك؛ فبعد انقضاء صيف 1927 كله تقريباً مع عائلة دالي من غير المحتمل أن لوركا يقول بعد هذا في خريف تلك السنة، تقولين إنه مضى علينا صيف جميل جداً؛ وأنا بالمقابل قد انقضى عليَّ صيف سيء جداً".
B- ولا يحتمل أيضاً أن يكون قد قضى صيفاً في قداقس- والفجيرات وبرشلونة- يقول:
"لديَّ قلق شديد لكوني في البحر"؛ يقول لقد كان في مالقة؛ وقد كتبت في صيف 1925 "خلال مدة قصيرة جداً سأذهب إلى مالقة لأسبح في البحر"
ورسالة أخرى إلى بيللو في هذا الصيف ذاته تضمنت وصفاً شاعرياً للبيئة؛ رسمها لوركا في خياله وأرسلها إلى صديقه عبر رسالة غنائية؛ في الوقت الحاضر يبدو واضح جداً عبر كل هذه الحقائق أننا قد أرخّنا هذه الرسالة بخريف 1925؛ كذلك الدرامة المجهولة رافيجينا!! التي ذكرها لوركا في الفقرة الثالثة.

المصدر: مجلة الآداب الأجنبية،تصدر عن اتحاد الكتاب العرب، بدمشق - سوريا، العدد رقم 90، 1 فبراير 1997، 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق